نشرت معرفات تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً دعائية لعدد من المسلحين الملثمين، وقالت إنهم “يجددون البيعة للخليفة الجديد أبو الحسن القرشي”.
وتم التقاط عدد من هذه الصور في سورية في المناطق التي يصفها التنظيم بـ”ولاية الشام”، فضلاً عن أخرى في العراق والصومال ومناطق بجنوب إفريقيا.
ويأتي ذلك بعد يوم من تسمية تنظيم “الدولة” أبو الحسن الهاشمي القرشي كخلفية جديد له، خلفاً لعبد الله قرداش، الذي قتل بعملية نفذتها القوات الأمريكية في مناطق شمال وغرب سورية.
The third province to pledge allegiance to the new leader of the Islamic State (#IS) is the Wilayah #Sham – #Syria pic.twitter.com/oBBwZGGjMO
— Daniele Garofalo (@G88Daniele) March 11, 2022
وقال مسؤولان أمنيان عراقيان ومصدر أمني غربي لوكالة “رويترز”، أمس الجمعة، إن الزعيم الجديد لتنظيم “الدولة” الذي أعلن التنظيم عن تعيينه، هو شقيق الخليفة السابق “أبو بكر البغدادي”.
وأضاف مسؤولان أمنيان عراقيان للوكالة أن الاسم الحقيقي للزعيم الجديد هو جمعة عوض البدري، وهو عراقي والشقيق الأكبر للبغدادي.
وأكد مسؤول أمني غربي آخر أن الرجلين شقيقان لكنه لم يحدد أيهما أكبر.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن هذه الحيثية، منذ إعلان تنظيم “الدولة” عن زعيمه الجديد.
وتحدث المسؤولون بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام، وفق “رويترز”.
ولا يُعرف الكثير عن البدري، لكنه ينحدر من دائرة قريبة من الجهاديين العراقيين الغامضين الذين ظهروا في أعقاب التدخل الأميركي عام 2003.
وقال أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين لـ”رويترز”: “البدري متطرف انضم إلى الجماعات الجهادية السلفية عام 2003 وكان معروفاً بمرافقته دائماً للبغدادي كمرافق شخصي ومستشار شرعي إسلامي”.
وأضاف المسؤول أن البدري كان منذ فترة طويلة رئيساً لمجلس شورى التنظيم، وهي جماعة قيادية توجه الاستراتيجية، وتقرر “الخلافة” عند مقتل “الخليفة” أو أسره.
وسبق وأن ذكر بحث أجراه خبير “الدولة الإسلامية” العراقي الراحل، هشام الهاشمي، ونُشر على الإنترنت في عام 2020، أن البدري كان رئيس مجلس الشورى المكون من خمسة أعضاء.
ومنذ مقتل قرداش قبل أكثر من شهر كان التنظيم قد أعلن عن عدة عمليات أمنية وعسكرية في سورية ومناطق متفرقة أخرى على طول الحدود مع العراق.
وكانت أبرز الضربات، قبل ثلاثة أيام، حيث استهدفت خلايا التنظيم حافلة مبيت لقوات الأسد بالقرب من المحطة الثالثة في البادية السورية، ما أسفر عن مقتل وجرح 31 عنصراً منها.
وباتت منطقة البادية السورية القاعدة الرئيسية التي تنطلق منها هجمات خلايا تنظيم “الدولة”، بعد قرابة 3 أعوام من إعلان الولايات المتحدة الأميركية القضاء على نفوذه بشكل كامل، بعد السيطرة على آخر معاقله في منطقة الباغوز بريف مدينة دير الزور.
وتبلغ مساحة البادية السورية نحو 80 ألف كيلومتر مربع، وتتوزع على محافظات: دير الزور، الرقة، حلب، حماة، حمص، ريف دمشق، والسويداء.
وبحسب مراقبين فإن نشاط خلايا التنظيم في البادية يأتي ضمن استراتيجية مختلفة بشكل جذري عن استراتيجياته السابقة في القتال، خاصة من ناحية تنقّل المقاتلين أو أساليب الاستهداف المحددة.