إدلب.. القطاع الطبي “المنهك” يواجه تبِعات مضاعَفة بعد الزلزال
تضاعفت معاناة القطاع الطبي في مناطق شمال غربي سورية، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في 6 فبراير/ شباط الماضي، حيث اضُطر لمواجهة حدث “دموي” بإمكانيات ضعيفة، أثقلها عقد كامل من الحرب والقصف وضعف الاستجابة الدولية.
تقارير عدة تتحدث بالأرقام عن ضعف المنظومة الطبية في مناطق شمال غربي سورية الخارجة عن سيطرة النظام، خاصة أنها واجهت خلال السنوات القليلة الماضية كوارث وأحداث عدة أبرزها انتشار “كورونا” و”الكوليرا” وآخرها الزلزال.
احتياجات متفاقمة واستجابة متأخرة
يقول مدير صحة إدلب، زهير القراط، إن القطاع الطبي في المنطقة واجه صعوبات كبيرة في الاستجابة لأضرار الزلزال، لأن حجم الكارثة كان كبيراً جداً، حسب تعبيره.
وتحدث القراط لـ “السورية نت” عن نقص كبير في المعدات بالنسبة لفرق “الدفاع المدني” العاملة على الأرض، موضحاً أن عدد العاملين كان “جيداً” لكن نقص المعدات هو العقبة الأبرز.
وبحسب القراط برزت الاحتياجات في القطاع الطبي ضمن مجالات عدة أبرزها: الأدوية والمستهلكات الطبية ومستهلكات العظمية والجراحة العامة والجراحة العصبية، بالإضافة إلى كيتات غسيل الكلى وأدوية التخدير والمنافس وأسرّة العناية المشددة.
واعتبر مدير صحة إدلب أن الاستجابة الدولية لم تكن بالمستوى المطلوب وجاءت “متأخرة جدً”، مشيراً إلى أن المساعدات الإنسانية والطبية لم تدخل إلا بعد مرور 5 أيام على وقوع الزلزال.
وأضاف أن “الاستجابة الحقيقية يجب أن تكون خلال أول 72 ساعة من الواقعة”.
وكان “الدفاع المدني السوري” أعلن بعد أسبوع من وقوع الزلزال عدم وصول مساعدات من أي جهة حكومية، ما أدى إلى فقدان المزيد من الأرواح تحت الأنقاض.
وقال منير المصطفى، نائب مدير “الدفاع المدني”، لـ “السورية نت”، إنه خلال الساعات الـ 105 الأولى لم تصل أي مساعدات للمنطقة، مشيراً إلى أنهم خلال تلك المدة كانوا يسمعون أصوات مناشدة من تحت الأنقاض إلا أنها اختفت ومات أصحابها بسبب ضعف الإمكانيات.
وأضاف: “قمنا بكل ما نستطيع لتقديم المساعدة للعالقين تحت الأنقاض، وقمنا بانتشال عدد منهم ضمن خذلان دولي وخذلان من الأمم المتحدة”.
وبحسب المصطفى فإن المشكلة الأكبر هي بتوفر المعدات والآليات اللازمة لإزالة الأنقاض وإخراج العالقين، لافتاً لعدم وجود مشكلة بتوفر التقنيين والاختصاصيين والمتطوعين.
حجم الكارثة بالأرقام
تفتقد مناطق الشمال السوري لمقومات منظومة طبية، قادرة على الاستجابة للأوبئة والأمراض والكوارث، نتيجة نقص الدعم المقدم لها، والقصف الذي تعرضت له خلال السنوات الماضية، ما أدى إلى خروج عدد كبير من المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة، حسبما قال عضو المكتب الإعلامي في منظمة “الدفاع المدني”، فراس خليفة، في حديث سابق لـ “السورية نت”.
وسبق أن حذر فريق “منسقو استجابة سوريا” في بيان له، مطلع العام الجاري، من توقف الدعم عن المنشآت الطبية، وخاصةً مع ازدياد الضغوط عليها وعدم قدرتها على تقديم الخدمات لكافة المدنيين في المنطقة، والبالغ عددهم أكثر من 4 ملايين نسمة.
ولفت إلى أن نسبة الاستجابة الدولية للقطاع الطبي شمال غربي سورية، لم تتجاوز 33% خلال عام 2022، وسط انتشار الأوبئة والأمراض في المنطقة.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، قال في أحدث إحصائياته حول القطاع الطبي في سورية إن 41% من المستشفيات العامة و43% من مرافق الرعاية الصحية الأولية، لا تعمل أو تعمل بشكل جزئي.
وتحدثت عن وجود 15.3 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدة الصحية المنقذة للحياة في عام 2023.