أعرب مسؤولون إسرائيليون عن استعدادهم لأي سيناريو متوقع من إيران، بعد مقتل 7 قادة من “الحرس الثوري” بضربة جوية استهدفت قنصلية طهران في دمشق.
وذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي، اليوم الجمعة، أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة أنه إذا شنت إيران هجوماً من أراضيها فإن ذلك “سيثير رد فعل قوياً”.
وحمل البلاغ صيغة أخرى، حيث حذّرت إسرائيل من نقل الصراع الحالي إلى مستوى آخر، في حال نفذت إيران تهديداتها المتعلقة بالرد.
ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن السفارات الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم تم وضعها في حالة تأهب قصوى بعد التهديدات المتزايدة بشن هجوم إيراني على دبلوماسيين إسرائيليين.
وبالإضافة إلى ذلك، طُلب من بعض السفراء عدم الحضور إلى المناسبات العامة بسبب مخاوف على أمنهم، حسب ذات الصحيفة.
وكان المسؤولون الإيرانيون قد هددوا علناً بالانتقام من إسرائيل بسبب الهجوم الذي ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق، وأسفر عن مقتل 7 قادة بارزين في “الحرس الثوري”.
وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية تشعران بقلق بالغ من أن إيران تستعد لهجوم وشيك، وفق موقع “أكسيوس”.
وأضاف الموقع الجمعة أن “توجيه ضربة إيرانية مباشرة إلى إسرائيل سيكون أمراً غير مسبوق وقد يؤدي إلى حرب إقليمية في الشرق الأوسط”.
“من يضربنا سنضربه”
وقرر المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في ختام جلسة عقدها، الخميس في القدس، بأن يكون الجيش الإسرائيلي “مستعداً لأي تطور ضد إيران، سواء في الدفاع أو الهجوم”.
وقال رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، إن “إيران تعمل ضدنا منذ سنوات بشكل مباشر وأيضا من خلال وكلائها”.
وأضاف: “لذا تعمل إسرائيل ضدها وضد وكلائها، هجومياً ودفاعياً، على حد سواء”.
وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي مهدداً: “نعلم كيف ندافع عن أنفسنا وسنعمل وفقاً للمبدأ البسيط مفاده أن من يضربنا أو يخطط لذلك – نحن سنضربه”.
وكانت الغارة في وضح النهار، على مبنى دبلوماسي مجاور للسفارة الإيرانية في سورية بمثابة تصعيد في معارك إسرائيل المتعددة الجبهات ضد الجماعات المدعومة من إيران.
وأثارت الضربة الإسرائيلية تهديدات بالانتقام من قادة طهران وإدانة من جيرانهم العرب.
وقال الاتحاد الأوروبي، الذي أدان أيضاً الضربة، في بيان إن “مزيد من التصعيد في المنطقة ليس في مصلحة أحد”.
ما شكل الرد الإيراني؟
رغم الخطاب القوي الذي تستخدمه إيران، من المحتمل أن تقوم بمعايرة أي رد بعناية، وفقاً لمحللين ومسؤولين غربيين وأشخاص مقربين من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران.
وقالوا لصحيفة “واشنطن بوست” إن البلاد لا تزال تأمل في تجنب الانزلاق إلى حرب مكلفة، مع الحفاظ على قدرتها على دعم القوات بالوكالة التي تبادلت إطلاق النار مع إسرائيل وهاجمت حليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة، في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقال شخص مرتبط بـ”حزب الله” إن الإيرانيين “يعتقدون أن الإسرائيليين يجرونهم عمداً إلى الرد، لإثارة حرب إقليمية أو توسيع الحرب الحالية”.
وأضاف الشخص أن “ضربة دمشق كان يُنظر إليها على أنها هجوم على الأراضي الإيرانية، ونتيجة لذلك، فإن أي انتقام من المرجح أن يأتي من إيران نفسها، وليس من حلفائها”.
ومن بين القتلى يوم الاثنين عضوان كبيران في “الحرس الثوري” الإيراني، إلى جانب خمسة ضباط، بحسب بيان صادر عن الأخير.
وقد حددت وزارة الخزانة الأمريكية أحد القادة، وهو محمد رضا زاهدي، في عام 2010 باعتباره قناة بين إيران و”حزب الله” والمخابرات السورية.