بدأت جيش الاحتلال الإسرائيلي إخلاء مجمع “الشفاء” الطبي داخل مدينة غزة بشكل قسري، بعد حصارٍ دام تسعة أيام فرضه على مرضى ونازحين وأطفال وكوادر طبية.
وجاء البدء بالإخلاء بعد مهلة حددها الجيش الإسرائيلي بساعة واحدة فقط، صباح اليوم السبت.
وأوضحت وكالة “وفا” الفلسطينية أن قوات الجيش الإسرائيلي أجبرت المتواجدين في المجمع الطبي من مرضى، ومصابين، ونازحين، وطاقم طبي، على إخلائه عبر مخروج واحد.
وأجبرتهم أيضاً على التوجه مشياً على الأقدام نحو شارع الوحدة، ومنها إلى شارع عمر المختار، ثم طريق صلاح الدين، ومن ثم إلى الجنوب.
وأفادت مصادر طبية في غزة، بأن 150 مريضاً من الحالات الصعبة لا يزالون داخل المجمع، لصعوبة خروجهم.
ووصف العديد من الأطباء عملية الخروج بالصعبة، حيث أجبروا على رفع رايات بيضاء ومن ثم سلك طرق بات من الصعب التعرف عليها بسبب حجم الدمار الواسع، وفق “وفا”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد حاصر المجمع على مدار تسعة أيام، ودمر الأجهزة الطبية فيه خلال عمليات مداهمة، وتسبب في وفاة مصابين وعدد من الأطفال الخدج.
وذكر مكتب الإعلام الحكومي بغزة أن “ما حدث في مجمع الشفاء الطبي جريمة حرب”، في إشارة إلى إخلاءه قسرياً.
وأضاف المدير العام للمستشفيات بغزة في تصريحات صحفية: “نتوقع أن يفقد عشرات الجرحى حياتهم في الطريق بعد طردهم من مجمع الشفاء”، وأن “6 من مرضى غسل الكلى و22 من العناية المركزة استشهدوا”.
ويتبع مجمع الشفاء الطبي لوزارة الصحة الفلسطينية، ويعد أكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزة.
تأسس عام 1946، في عهد الانتداب البريطاني في مدينة غزة، وكان في شكله الأولي أكشاكاً صغيرة تقدم خدمات الرعاية الطبية إلى المرضى.
وتطور مع الوقت فأصبح أكبر مجمع طبي في القطاع، ويعمل فيه 25 بالمئة من العاملين في المستشفيات بقطاع غزة كله.
ويضم المجمع، ثلاثة مستشفيات متخصصة، وهي: مستشفى الجراحة، ومستشفى الأمراض الباطنية، ومستشفى النساء والتوليد، مع قسم حضانة للأطفال الخدج.
إضافة إلى قسم الطوارئ ووحدة العناية المركزة والأشعة وبنك الدم والتخطيط، ويحتوي على 500-700 سرير.
وبعد بدء التصعيد الإسرائيلي على غزة، نزح العديد من سكان القطاع إليه، هرباً من الغارات الإسرائيلية على الأحياء السكنية.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 40 ألف شخص نزحوا إليه منذ 7 أكتوبر الماضي، بسبب اكتظاظ مراكز الإيواء.