أصيب جندي أمريكي جراء هجوم بطائرة مسيّرة نفذته ميليشيات موالية لإيران على قاعدة للولايات المتحدة في شمال وشرق سورية.
وذكر مسؤولان أمريكيان لوكالة “رويترز“، اليوم السبت، أن الهجوم استهدف قاعدة “تل بيدر” غرب الحسكة، وأن الجندي الذي تعرض للإصابة “عاد إلى الخدمة”.
وتضاف هذه الإصابة في صفوف القوات الأمريكية إلى قائمة تضم ما لا يقل عن 60 جندياً أصيبوا بجروح طفيفة، إثر تصاعد الهجمات التي تنفذها ميليشيات إيران، منذ يوم السابع عشر من أكتوبر.
وأضاف المسؤولان الأمريكيان وآخران من كردستان العراق أن القوات الأمريكية في العراق وسورية تعرضت يوم الجمعة وحده للهجوم ثلاث مرات.
وبينما استهدفت طائرة مسيرة قاعدة “تل بيدر” غرب محافظة الحسكة هاجمت طائرات بدون طيار هاجمت القوات الأمريكية في موقعين بالعراق، الأول هو قاعدة الحرير الجوية والثانية قاعدة “الأسد”.
“62 هجوماً خلال شهر”
وتشير بيانات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إلى أن الهجمات التي استهدفت مواقع أمريكية في العراق وسورية وصلت الآن إلى 62 هجوماً.
وجاء ذلك رغم الضربات الانتقامية الثلاث التي شنتها واشنطن ضد منشآت لـ”الحرس الثوري” الإيراني داخل الأراضي السورية.
ورد “البنتاغون” حتى الآن بتنفيذ ثلاث مجموعات من الضربات ضد المنشآت التي تستخدمها إيران والقوات التي تدعمها، لكنها جميعها انحصرت في سورية بعيداً عن العراق.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية فرضت، الجمعة، عقوبات على ستة أشخاص ينتمون إلى ميليشيا “كتائب حزب الله” العراقية، بسبب سلسلة الهجمات المستمرة.
كما أدرجت الولايات المتحدة ميليشيا عراقية أخرى مدعومة من إيران، وهي كتائب “سيد الشهداء”، وزعيمها هاشم فنيان رحيم السراجي، بزعم التخطيط لهجمات على أفراد أمريكيين في العراق وسورية والمشاركة فيها.
“مختلفة عن السابق”
وتحظى الهجمات الحالية لميليشيات إيران بـ”حساسية” قياساً بسابقاتها، كونها تأتي في أعقاب الحرب الإسرائيلية في غزة.
كما تحظى بـ”طبيعة مختلفة”، كون الإعلان عنها يتم تحت بيانات خاصة بما يسمى “المقاومة الإسلامية في العراق”، دون أن تتبنى أي ميليشيا محددة عملية شن الهجمات.
ويشير تحليل نشره “معهد واشنطن“، في الرابع والعشرين من أكتوبر، إلى أن نسب الهجمات لـ”المقاومة الإسلامية في العراق” يسمح “لمختلف الميليشيات العراقية بشن هجمات ضد القوات الأميركية في العراق وسورية، تحت مظلة واحدة”.
وقد ترى الميليشيات أن عدم تحديد الجماعات المسؤولة عن مهاجمة القواعد الأميركية قد يعود بالفائدة عليها، و”ربما يكون استخدام تسمية عامة دون شعار هو الامتداد الأقصى لاستراتيجية الواجهة التي اتبعتها إيران ووكلاؤها منذ عام 2019 لتجنب المساءلة عن الهجمات على الأمريكيين”.
ويضيف التحليل أيضاً أن تبني الهجمات تحت اسم موحد “يشير بشدة إلى أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني يجمع بين وكلائه المتعددين في المقاومة العراقية، الذين يميلون في الأحوال العادية إلى الجدال بشأن القيادة المحلية”.
وتشير الأدلة المتوافرة وفق تحليل المعهد الأمريكي إلى أن “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” يؤدي دوراً في تنسيق “المقاومة الإسلامية في العراق”.
كما تحرص الجماعات المسلحة العراقية بشدة على حماية هوياتها الفردية والفضل الذي يعود إليها في الهجمات (المباشرة أو عبر جماعات واجهة مرتبطة بها)، “لذا يشير استعدادها لإخفاء هذه الهويات، وحتى التراجع عن تبني هجوم منفَّذ على مستوى جماعة فردية، إلى أن سلطة عليا تتولى تنسيقها”، حسب “معهد واشنطن”.