أجرى وزير دفاع نظام الأسد، علي محمود عباس زيارة غير معلن عنها مسبقاً إلى العاصمة الإيرانية طهران، ظهر اليوم الاثنين، والتقى هيئة الأركان الإيرانية اللواء، محمد باقري.
ويأتي وصول عباس إلى إيران، بعد أيام من زيارة أجراها وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان إلى العاصمة دمشق، وبعد ثلاثة أسابيع من اجتماعه مع نظيره التركي، خلوصي آكار في العاصمة الروسية موسكو.
وتتزامن الزيارة مع الحراك الحاصل على خط أنقرة-دمشق، والترقب الحاصل بشأن اتخاذ خطوات مقبلة، تتعلق بـ”خارطة طريق” إعادة العلاقات، والتي سبق وأن أعلن عنها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
ماذا قال النظام؟
وذكرت وكالة أنباء النظام السوري الرسمية (سانا) أن عباس بحث مع باقري “العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون المشترك، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الصديقين”.
وقال عباس إن “التعاون الوثيق بين البلدين كانت له نتائج مثمرة في دحر الإرهاب والمخططات العدوانية، وأن النصر الذي تحقق على الإرهاب هو نصر مشترك، حيث امتزجت الدماء السورية والإيرانية على أرض سورية”، وفق تعبيره.
ووصل وزير دفاع الأسد على رأس وفد عسكري، حسب الوكالة، فيما لم تنشر أي تفاصيل أخرى عن ما تم مناقشته، على عكس الرواية الرسمية في طهران.
“إعادة بناء ومناورة”
بدوره أخبر اللواء باقري، حسب ما نقلت عنه وكالة “فارس” عباس بأن “الجيش السوري اليوم بحاجة إلى إعادة بناء”، وأن “القوات المسلحة الإيرانية جاهزة لميادين التدريب على أساس تجربة ثماني سنوات من الدفاع المقدس”.
وفي إشارة إلى توقيع وثيقة التعاون العسكري والأمني في يوليو/تموز 2020 بين إيران ونظام الأسد، قال باقري: “يمكن أن تكون هذه الوثيقة أساساً جيداً للتعاون بين البلدين، ومن الضروري أن تشكيل لجنة الأمن الدفاعي في أقرب وقت ممكن”.
وذكرت “فارس” أن الطرفان أكدا “إجراء مناورة مشتركة” في المرحلة المقبلة، فيما أضاف باقري مخاطباً عباس: “تمت زيارة سعادتكم في وقت حرج للغاية، وآمل أن تكون نتائج هذه الرحلة فعالة في تطوير أمن بلدكم ومنطقة غرب آسيا”.
وفي شهر يوليو 2020 كانت إيران قد وقعت مع النظام السوري “اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري تتضمن تطوير أنظمة الدفاع الجوية السورية”.
وكانت هذه الاتفاقية هي الثانية من نوعها، منذ عام 2011، إذ سبقتها واحدة في 2018 لـ”تعزيز البنى التحتية الدفاعية في سورية”.
ودعمت إيران النظام السوري، خلال السنوات الماضية، سياسياً واقتصادياً، إضافة إلى دعم عسكري عبر ميليشيات تقاتل مع قوات الأسد، وإقامة قواعد عسكرية في عدة مناطق.
لكن طهران تنفي وجود قوات لها داخل سورية، وصرح مسؤولوها مراراً بأن وجودها استشاري فقط بناء على طلب النظام السوري.