تشهد الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، حرباً متصاعدة وتوتراً مستمراً بين إيران وإسرائيل، بسبب شبكة أنظمة الدفاع الجوي، التي تبنيها إيران بمختلف المحافظات السورية.
وتستهدف إسرائيل نقاطاً عسكرية لقوات النظام والميليشيات الإيرانية، موقعة خسائر بشرية ومادية دون أن تتبنى غالباً هذه الضربات بشكل علني.
وذكرت مجلة “Newsweek” في تقرير لها، نشر أمس الثلاثاء، أن إيران تبني شبكة دفاع جوي شاملة في سورية، بالمقابل عملت إسرائيل على إفشال هذا المشروع عبر الضربات الجوية المتكررة.
وحصلت المجلة على معلومات من “مصدر استخباراتي من دولة متحالفة مع الولايات المتحدة”، طلب عدم الكشف عن هويته بسبب الطبيعة الحساسة للمعلومات التي نقلها للمجلة.
وبحسب المصدر، بدأت الضربات الإسرائيلية الجوية لاستهداف أنظمة الدفاع الجوي الإييرانية في سورية، أواخر 2017، وبسبب هذه الضربات غيرت إيران استراتيجيتها خلال العامين الماضيين، وعززت قدرة دفاعاتها الجوية في سورية للتعامل مع هذه الغارات.
والاستراتيجية الجديدة هي عبارة عن مشروع مشترك بين إيران وجيش النظام، بهدف بناء أنظمة دفاع جوي مستقلة لإيران.
وجرى تحديث الرادارات الخاصة بجيش النظام للكشف عن الغارات، ونشرت أنظمة الدفاع الجوي بالقرب من وحدات وكتائب جيش النظام.
وأبرز الأسلحة التي نشرتها إيران في سوريا هي صاروخ “صياد 4 بي” (Hunter 4B) الإيراني الذي يعمل بالوقود الصلب، ونظام صواريخ أرض-جو “باور-373” (Bavar-373) الذي يتجاوز مداه 186 ميلاً (299.3 كيلو متراً)، ورادار يتجاوز مدى كشف الأهداف على 280 ميلاً (450.6 كيلو متراً).
وحدد حساب “Intelli Times” عبر “تويتر” الذي يرصد التحركات العسكرية في سورية وعدة دول أخرى، مبنىً سكنياً يقطنه ضباط إيرانيون يعملون في مشروع الدفاع الجوي، ويقع المبنى على طريق دمشق – بيروت بالقرب من مطار “المزة” العسكري.
מבט מקרוב! על המתחם האזרחי בשכונה המארחת את אנשי הצבא האיראניים, בפרויקט ההגנה האווירית שהם מנהלים, סמוך לשדה התעופה "אל מאזה" בדמשק, על כביש דמשק – ביירות. @kaisos1987
@ShaolinTom pic.twitter.com/DpYTOmb9RQ— אינטלי טיימס – Intelli Times (@IntelliTimes) January 11, 2023
سبع غارات استهدفت الأنظمة
حدد مصدر “Newsweek” أماكن وتاريخ سبع غارات إسرائيلية استهدفت المنظومات الإيرانية خلال العامين الماضيين.
وهي في: تدمر وطرطوس في تشرين الأول / أكتوبر 2021، واللاذقية في كانون الأول / ديسمبر 2021، دمشق في آذار / مارس 2022، طرطوس في تموز / يوليو 2022، وحمص في تشرين الثاني وكانون الأول 2022.
وقتل 10 إيرانيين إثر الغارات، من بينهم المهندسين مرتضى سعيد نجاد وإحسان كربلاء بور في آذار / مارس 2022.
وفي 23 تشرين الثاني 2022، اتهم “الحرس الثوري الإيراني” إسرائيل، باغتيال العقيد داود جعفري في دمشق، وتوعد بالرد على عملية الاغتيال.
بينما لم تُعلن إسرائيل حتى ظهر اليوم الأربعاء، مسؤوليتها عن الاغتيال.
وجعفري هو أحد مستشاري “الحرس الثوري” في القوات الجو فضائية العاملة في سورية، وشارك عام 2016 باحتجاز زورقين أمريكيين في مياه الخليج العربي.
وأفشلت إسرائيل نصب مئات صواريخ “أرض – أرض” ونشر عشرات الآلاف من مقاتلي الميليشيات الشيعية، يحسب تصريح رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أواخر الشهر الماضي.
وتحدثت صحيفة ” israelhayom” استناداً إلى تقديرات استخبارات الجيش الإسرائيلي، عن أن إيران فشلت في تأسيس موطئ قدم لها في سورية.
اتفاقيات سابقة
ساندت إيران نظام الأسد منذ بداية الثورة السورية سنة 2011، حيث شاركت بوضع مخططات لعمليات قمع المظاهرات، إضافة إلى مشاركة ميليشياتها في العمليات العسكرية وارتكابها العديد من المجازر.
وزادت إيران من انتشارها عسكرياً ببناء قواعد لها وعقد اتفاقيات وتفاهمات عسكرية مع النظام، منها اتفاق وقع في 8 تموز / يوليو 2020، بين وزير الدفاع في حكومة النظام علي عبدالله أيوب، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات الإيرانية محمد باقري.
وتضمن الاتفاق تعزيز التعاون العسكري بشكل كبير خاصة بمجال الدفاع الجوي.
وقال باقري بعد توقيع الاتفاق أن بلاده ستزيد من قوة أنظمة الدفاع الجوية السورية.