تتجه الأنظار إلى إيران بشأن كيفية ردها على الهجوم الإسرائيلي على مبنى ملاصق لسفارتها في حي المزة بدمشق، ما يجعل الشرق الأوسط “على حافة الهاوية”، وفق محللين، وسط مخاوف من انجرار المنطقة إلى حرب شاملة.
وبدأت التحليلات والتساؤلات حول طبيعة الرد الإيراني، في ظل تهديدات أطلقها كبار المسؤولين الإيرانيين بأن الهجوم الإسرائيلي “لن يمر دون رد”.
وكانت إسرائيل شنت ضربة جوية على مبنى ملاصق للسفارة الإيرانية في حي المزة بدمشق، أمس الاثنين، ما أدى إلى دمار المبنى بالكامل.
وأدى القصف إلى مقتل العميد محمد رضا زاهدي قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني لسورية ولبنان.
كما عمل نائباً للعمليات في الحرس الثوري” عام 2017 ولمدة ثلاث سنوات.
وكذلك، قتل مساعده العميد محمد هادي حاج رحيمي، إضافة إلى 5 مستشارين آخرين بـ”الحرس الثوري”، وهم حسين أمان اللهي ومهدي جلالتي وشهيد صدقات وعلي بابائي وعلي روزبهاني.
تفاصيل اجتماعٍ “سري”
صحيفة “نيويورك تايمز” تحدثت عن وجود اجتماع لقادة إيرانيين في المبنى المستهدف، ونقلت عن عضوين بالحرس الثوري الإيراني، قولهما إن “الاجتماع كان سرياً”.
وأضافا أن “الضربة استهدفت اجتماعاً سرياً اجتمع فيه مسؤولون من المخابرات الإيرانية ومسلحون فلسطينيون لمناقشة الحرب في غزة”.
وأكدا أن الاجتماع كان يحضره “قادة حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية”، وهي جماعة تسلحها وتمولها إيران.
واعتبرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية أن اغتيال زاهدي يعد “أكبر ضربة يتلقاها الحرس الثوري منذ اغتيال قاسم سليماني”، الذي قتل بقصف أمريكي في العراق عام 2020.
أما شبكة “CNN” الأمريكية وصفت الهجوم الإسرائيلي أنه “أخطر تصعيد خارج غزة منذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل قبل ما يقرب من ستة أشهر”.
واعتبرت أن “الشرق الأوسط على حافة الهاوية مرة أخرى” بعد القصف الإسرائيلي.
وقالت إن هجوم أمس يعتبر “الأحدث في سلسلة من الضربات الإسرائيلية الواضحة في سورية والتي استهدفت الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله”.
وعلى مدى الأشهر الماضية “لم تثير الهجمات رد فعل خارج نطاق المناوشات”، لكن “حادثة يوم الاثنين قد تكون القشة الأخيرة”.
واعتبرت الشبكة أن “القنصلية الإيرانية أرضاً ذات سيادة إيرانية، مما يجعل هذا الهجوم الأكثر علنية على الأراضي الإيرانية منذ سنوات”.
وحسب الشبكة فإن طهران “تتعرض لضغوط لإظهار القوة في أعقاب الهجوم على القنصلية مع عدم جر المنطقة إلى حرب أوسع نطاقاً”.
وأضافت أنه من الممكن أن “يكون حزب الله، الحليف شبه العسكري الأقوى لإيران، هو الأداة الأكثر ترجيحاً”.
وفي الجانب الآخر، اعتبرت وكالة “مهر” الإيرانية أن الرد الإيراني على الهجوم قادم لكن غير واضح المعالم.
وقالت إن إيران “ستزيد من مستوى الرد على تصرفات إسرائيل. وفي هذه المعادلة، تمتلك طهران وحدها الحق والقدرة على الرد على العدوان الصهيوني”.
وأضافت أن إيران يمكنها الرد من خلال “التنسيق مع حلفائها في جميع أنحاء المنطقة في الزمان والمكان المناسبين”.
واعتبرت أن “الرد الإيراني المضاد مؤكد، لكن نطاق هذا الرد غير واضح على الإطلاق”.
مشيرة إلى أن الهجوم على القنصلية الإيرانية “نقطة تحول”، وأن إسرائيل بدأت فصلاً جديداً من المعركة بين طهران وتل أبيب.
وشهدت عدد من المدن الإيرانية مظاهرات وتجمعات، أمس الاثنين، رداً على القصف الإسرائيلي ومقتل القادة الإيرانيين.
وردد المتظاهرون، حسب وكالة “فارس” الإيرانية، شعارات تدعو إلى “الرد والثأر، وشعارات الموت لأميركا والموت لإسرائيل”.