كثف المسؤولون الإيرانيون في الأيام الماضية من تصريحاتهم المتعلقة بالعلاقات الاقتصادية مع نظام الأسد في سورية، في مسار أفضى قبل أيام إلى توقيع العديد من الاتفاقيات.
ودعا مساعد رئيس لجنة السياسة الخارجية البرلمانية الإيرانية، إبراهيم عزيزي، اليوم الاثنين إلى “اتخاذ قرارات استراتيجية في مجال التعاون مع سورية، وعدّها ضرورة”.
وأضاف لوكالة “فارس“: “لقد بدأت مرحلة جديدة في العلاقات الاقتصادية بين إيران وسورية. البلدان يمتلكان قواسم مشتركة عديدة”.
وأكد المسؤول الإيراني على “ضرورة تنمية نشاطات اللجنة الاقتصادية المشتركة، من أجل اتخاذ قرارات استراتيجية على صعيد التعاون طويل الأمد”، مشيراً إلى أن اتفاق تأسيس المصرف المشترك الأخير “يساهم في إحباط الحظر”.
ويأتي ما سبق بعد أيام من وصول وفد إيراني “رفيع المستوى” إلى العاصمة السورية دمشق، ويترأسه وزير الطرق وبناء المدن الإيراني، رستم قاسمي.
والتقى قاسمي رأس النظام السوري، بشار الأسد، ومسؤولين اقتصاديين في حكومته، وأعلن عن توقيع عدد من الاتفاقيات، بينها “تأسيس مصرف مشترك”، وإقامة منطقة حرة مشتركة لتسهيل عمليات التبادل التجاري.
وقال في تغريدة له عبر “تويتر”، الجمعة، إن الاتفاقيات الاقتصادية والتنموية التي أبرمها في زيارته إلى العاصمة دمشق “ستحيي العديد من الفرص الضائعة، للفاعلين الاقتصاديين والتنمويين”.
وأضاف أيضاً أن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع الأسد “يمكن أن توفر فرص عملٍ لشبابنا، والكثير من القيمة المضافة للمستثمرين الإيرانيين”.
ومنذ مطلع عام 2021، كان لافتاً التوجس الذي أبدته طهران على لسان مسؤوليها، من ضعف حصصها الاقتصادية والاستثمارية في سورية.
وفي الثالث والعشرين من الشهر الماضي، كان نائب رئيس غرفة التجارة الإيرانية، محمد أمير زاده قد انتقد الدبلوماسية الاقتصادية لبلاده، معتبراً أن حصة طهران من التجارة السورية تبلغ نسبتها 3 % بينما تركيا 30 بالمئة.
وقال أمير زاده في تصريحات نقلتها وكالة “إيسنا”: “نقاط الضعف في الدبلوماسية الاقتصادية جعلت من المستحيل علينا القيام بأداء دفاعي، حتى في المناطق التي نتمتع فيها بوجود قوي”.
في المقابل قال وزير الصناعة الإيراني، رضا فاطمي أمين، من العاصمة دمشق، في ديسمبر الماضي: “رغم العلاقات الثقافية القوية للغاية، فإن علاقاتنا الاقتصادية مع سورية ضعيفة للغاية وتحتاج إلى التحسين”.
وأضاف: “سورية بلد في حالة إعادة إعمار، وهناك إمكانية لاستثمارات ضخمة فيه، كما أنه يستعد للعودة إلى جامعة الدول العربية”.