تسعى إيران إلى تقوية الدفاع الجوي لجيش الأسد بمختلف أنواع المنظومات، حسب ما صرّح به ضابط رفيع لوكالة “فارس” الإيرانية.
وقال مسؤول الشؤون الدولية بوزارة الدفاع الإيرانية، حمزة قلندري، إن “إيران تسعى لتقوية الدفاع الجوي السوري بمختلف الطرق لتمكينه من مواجهة التهديدات”، التي تشهد اتساعاً شديداً في نطاقها.
وأضاف أن ذلك التعاون والدعم يمكن أن يكون بصورة تحديث بعض المعدات والتغييرات التكتيكية.
إلى جانب تغيير في المعدات والأسلحة الموجودة لدى جيش النظام.
ومن المقرر، بحسب قلندري، تزويد جيش الأسد بمختلف أنواع منظومات الدفاع الجوي القصيرة والمتوسطة وبعيدة المدى، على أن يعلن عنها في وقتها اللازم.
دفاع جوي لجيش الأسد.. لماذا؟
تتعرض الميليشيات والقواعد الإيرانية في سورية لاستهداف إسرائيلي متكرر، دون القدرة على رد أو إيقاف هذه الضربات.
وطالت الضربات ثكنات جيش الأسد ومطارات مدنية وعسكرية سجلت تواجداً للميليشيات الإيرانية داخلها.
وفشلت منظومتا الدفاع الجوي الإيرانية، من طراز “باور 373” المتمركزة في محيط دمشق، بصد تلك الغارات.
وبحسب الجيش الإيراني، تستطيع منظومة “باور 373” استهداف الجيل الخامس من الطائرات المقاتلة المزودة بتقنية التخفي عن شاشات الرادار، ويبلغ مدى صواريخها 300 كيلو متراً.
وفي شباط/ فبراير الماضي، تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن أن طهران بصدد تسليم النظام منظومة الدفاع الجوي “خرداد – 5”.
ونشرت وكالة “تسنيم” الإيرانية حينها تسجيلاً مصوراً دعائياً، لآلية عمل المنظومة.
وعنونته بعبارة: “قريباً ستكون الشبح الذي يلاحق سلاح الجو الإسرائيلي في سورية، منظومة 15 خرداد للدفاع الجوي الإيراني، ستكون بحوزة الجيش العربي السوري”.
الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، محمود البازي قال في حديث سابق لموقع “السورية.نت” إن هناك أسباب متعددة دفعت طهران لتحويل المنظومة الدفاعية (خرداد) للنظام السوري.
ويتعلق السبب الأول بأن “إسرائيل باستهدافها المطارات المدنية السورية تجاوزت كل الخطوط الحمراء في قواعد الاشتباك الإيرانية-الإسرائيلية”.
وأوضع البازي أن “استهداف المطارات يعيق عملية نقل الأسلحة إلى سورية”.
السبب الثاني لتسليم المنظومة لنظام الأسد بحسب البازي هو أن الروس “يتحفظون على استخدام السوريين لمنظومة الدفاع الجوي إس 300 ضد الطائرات الإسرائيلية”، ولذلك يأتي تسليم “خرداد” كبديل مؤقت.
كما تعول طهران والنظام السوري على خلاف قد يظهر إلى العلن في القريب العاجل بين روسيا وإسرائيل، إثر حديث عن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أوكرانيا.
مما يزيد فرص استهداف الطائرات الإسرائيلية التي تهاجم دمشق في المستقبل.
دعم لم يتوقف
دعمت إيران نظام الأسد على مختلف الصعد منذ العام 2011، وكان لها دور عسكري بارز في قيادة العمليات البرية.
ونشرت على الأراضي السورية مختلف أنواع ميليشياتها المتعددة الجنسيات، إضافة إلى تواجد قادة وعناصر من “الحرس الثوري”.
لكن تدعي طهران أن وجودها استشاري فقط بناء على طلب نظام الأسد.
كما وقعت إيران مع نظام الأسد في حزيران/يونيو 2020 “اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري تتضمن تطوير أنظمة الدفاع الجوية السورية”.
وكانت هذه الاتفاقية هي الثانية من نوعها، منذ عام 2011، إذ سبقتها واحدة في 2018 لـ”تعزيز البنى التحتية الدفاعية في سورية”.