علّقت إيران على الاجتماع الذي حصل في موسكو بين تركيا والنظام السوري وروسيا، قبل أيام، والذي لم يخرج عن نطاق مسؤولي الأطراف الثلاثة، بحسب البيانات الرسمية.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني في إحاطة صحفية له، اليوم الاثنين، ورداً على سؤال لماذا غابت طهران عن الاجتماع: “إيران أصرت دائماً على حل سياسي وليس حلاً عسكرياً، وهي مصرة على هذا الموقف فيما يخص سورية”.
وأضاف: “إن دول سورية وروسيا وتركيا أقرت بالدور الحاسم للجمهورية الإسلامية الإيرانية في محاربة الإرهاب في سورية، ودعم حكومة وشعب البلاد، ودعم وحدة أراضي هذا البلد وعملية حل الأزمة السورية”.
وتابع: “تدرك هذه الدول أهمية هذا الدور في استكمال العملية السورية”.
ولم يكن مسؤولي طهران حاضرين في “اجتماع موسكو”، والذي ضم قبل 3 أيام وزراء دفاع تركيا وروسيا والنظام السوري، ورؤساء الاستخبارات من الدول الثلاث.
وذلك ما أشارت إليه الرواية الرسمية لموسكو ونظام الأسد وأنقرة، ومن المقرر بحسب وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو أن يعقد اجتماعاً ثانياً في النصف الثاني من شهر يناير الحالي، على مستوى وزراء الخارجية.
وينظر إلى الاجتماع الذي حصل في موسكو على أنه محطة ثانية من بين سلسلة محطات لخارطة طريق كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قد أعلن عنها خلال الأسابيع الماضية، من أجل فتح الحوار مع النظام السوري، وبوساطة روسية.
وتتلخص “الخارطة”، وفق كلمات سابقة لأردوغان بأن “تتحد منظماتنا الاستخباراتية”، ثم “يجب أن يجتمع وزراء دفاعنا”، وبعد ذلك أن “يجتمع وزراء خارجيتنا”، لتتكلل المحطة الثالثة بـ”الاجتماع كقادة”، في إشارة لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، وصف اللقاء الثلاثي بأنه “اجتماع مفيد”، وقبله قال بيان الدفاع التركية إنه عقد في “جوء بناء”، وكذلك الأمر بالنسبة لوزارة دفاع الأسد، التي أضافت أنه “كان إيجابياً”.
واعتبر جاويش أوغلو، الخميس أن “التواصل مع النظام مهم للتوصل إلى حل سياسي لسلام واستقرار دائمين، وهذه المشاركة مهمة من حيث المصالحة بين النظام والمعارضة المعتدلة على خارطة الطريق”.
وأضاف يوم السبت بعدما أجرى اتصالاً مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف: “قد يكون موعد الاجتماع مع النظام السوري على مستوى الخارجيات في النصف الثاني من يناير وبدولة ثالثة”.
ورغم أنه كان متوقعاً ومهّدت له الكثير من التصريحات إلا أن اللقاء الذي جمع مسؤولي أنقرة ونظام الأسد على مستوى وزراء الدفاع، أحدث حالة “صدمة وغضب” داخل أوساط الشارع الثوري في سورية، الأمر الذي دفع لإشعال مظاهرات شعبية انسحبت على عموم مناطق الشمال السوري.
وخرج المئات في هذه المظاهرات، قبل يومين، وحمل فيها المحتجون لافتات مناهضة لنظام الأسد ولخطوات ومحاولات تعويمه.
كما رددوا شعارات أكدوا فيها على ثوابت الثورة السورية، مؤكدين بالقول: “لن نصالح النظام. سنستمر بالثورة حتى إسقاطه”.