تقود إيران ومعها “حزب الله” اللبناني وساطة لإعادة العلاقات بين نظام الأسد وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس”، والتي لم تتخذ موقفاً واضحاً من الثورة السورية في سورية.
وفي تقرير نشره موقع “المونيتور“، اليوم الجمعة، قال إن “جهود الوساطة التي تقودها إيران وحزب الله لإعادة العلاقات بين حماس والنظام السوري تحرز تقدماً، وسط التوترات المتزايدة مع خصومهما المشتركين في المنطقة”.
وأضاف الموقع نقلاً عن مصادر مقربة من “حماس” في لبنان أن قيادة الأخيرة منعت مسؤوليها والمتحدثين الإعلاميين من التحدث إلى الصحافة، حول طبيعة المفاوضات لتجنب إفشالها.
وأوضحت المصادر أنه تم إحراز تقدم ملحوظ في المحادثات التي تقودها إيران و”حزب الله”، لإعادة العلاقات مع نظام الأسد.
بينما اجتمع رئيس المكتب السياسي في “حماس”، إسماعيل هنية بهدوء مع الأمين العام لـ”حزب الله”، نصر الله أكثر من مرة في بيروت، خلال الأشهر القليلة الماضية.
وجاءت الاجتماعات بين الطرفين “لبحث القضايا التي تمس العلاقات بين حماس والمحور الإقليمي، بقيادة إيران الذي يضم سورية وحزب الله، وكذلك إعادة العلاقات مع النظام السوري”.
ولم تتخذ “حماس” موقفاً واضحاً من الثورة في سورية، التي انطلقت عام 2011، فبينما اتهم بعض قادتها في سورية بتدريب عناصر من المعارضة، حافظ مكتبها السياسي على سياسة النأي بالنفس ومغادرة دمشق إلى الدوحة.
وبعد مقاطعة دولٍ عربية لقطر، على رأسها السعودية والإمارات ومصر، اضطرت “حماس” إلى مغادرة الدوحة إلى بيروت بتنسيق مع “حزب الله”.
وكان نظام الأسد من أبرز الداعمين للحركة، في إطار ما يعرف بـ “محور المقاومة”، ومن خلفه طهران.
وفي تصريحات سابقة لقائد “حماس” في قطاع غزة، يحيى السنوار، أبدى استعداد حركته لإعادة العلاقات مع نظام الأسد.
وقال السنوار، في آب 2017: “نأمل أن تتفكك الأزمة الداخلية في سورية، وأن يفتح ذلك الأفق في ترميم علاقاتنا مع الأخذ بعين الاعتبار التوقيتات المناسبة حتى لا نقع في أزمة المحاور”.
وفي سياق ما سبق توقّعت المصادر التي تحدث لها “المونيتور” أن يشهد عام 2021 عودة بعض قادة “حماس” إلى دمشق.
وأشارت إلى أن “حماس” والنظام السوري يشعران بالتحديات التي تنتظرهم، ويدركان أنهما بحاجة إلى تسوية خلافاتهما.
وكانت “حماس” قد أصدرت بياناً، في 30 كانون الأول الماضي، أدانت فيه القصف الإسرائيلي الذي تعرضت له مواقع عسكرية لإيران ونظام الأسد في سورية.
وتعتبر الوساطة التي تسير فيها إيران لإعادة العلاقات بين “حماس” ونظام الأسد ليست جديدة، بل تعود إلى عام 2017.
وقال عضو في البرلمان الإيراني لـ “المونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويته، “إن جهود إعادة العلاقات بين حماس وسورية تسير في الاتجاه الصحيح وستتجسد قريباً”.
وأشار المسؤول الإيراني إلى أن قائد “فيلق القدس” السابق في “الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني، قاد تلك الجهود قبل مقتله في يناير من العام الماضي.
وأضاف المسؤول: “تسارعت وتيرة التقدم في المحادثات من خلال القضاء على الجماعات المسلحة في معظم الأراضي السورية واستعادة سيطرة الجيش السوري على معظم أنحاء البلاد، كما أدرك النظام السوري وأطراف المحور الأخرى الخطر الذي يتهدد المنطقة بعد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده ومن قبله سليماني”.