إيران تنفي استهداف القواعد الأمريكية ورسالة “فاشلة” من واشنطن
في أول تعليق لها على استهداف القواعد الأمريكية في سورية والعراق، نفت إيران أن يكون لها أي صلة بالتصعيد ضد القوات الأمريكية في المنطقة.
وقال مندوب طهران في مجلس الأمن، أمير سعيد إرافاني، إن بلاده “لم تشارك قط في أي عمل أو هجوم ضد القوات الأمريكية في سورية والعراق”.
إيران تتنصل
وبحسب وكالة “مهر” الإيرانية، جاءت تصريحات إرافاني رداً على رسالة كتبتها الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن، تتهم فيها إيران بالعمل ضد قواتها في سورية والعراق.
وقالت الوكالة في تقرير لها، اليوم الأربعاء، إن مندوب طهران “أكد أن هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة تهدف إلى تبرير انتهاك الولايات المتحدة المستمر للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة في سوريا”.
وجاء في الرد الإيراني الموجه إلى أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، أنه “وفقاً للقوانين الدولية، لا يحق لدولة محتلة التذرع بالدفاع عن النفس كمبرر لأعمالها غير القانونية”.
مردفاً أن: “الوجود الإيراني في سورية قانوني تماماً ويستند إلى طلب رسمي من الحكومة السورية”.
وشهد الأسبوعان الماضيان تزايد الهجمات ضد القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط خاصة في سورية والعراق.
ووفق تقرير صادر عن “البنتاغون” بلغ عدد الهجمات 31 هجوماً، منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استهدف منشآت أمريكية في العراق وسورية وأسفر عن إصابة 46 جندياً.
رسالة أمريكية “فاشلة”
يرى محللون أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى بغداد فشلت في ردع المليشيات الموالية لإيران عن وقف هجماتها على القوات الأمريكية في العراق وسورية.
وبعد وقت قصير من زيارته، توجه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى إيران لكن لم تتوقف الهجمات عقب الزيارة.
ما يعني أن رسالة بلينكن إلى الإيرانيين، التي سلمها السوداني، يبدو أنها لم تلق آذاناً صاغية من طهران، وفق ما ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط”.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الأربعاء، أن بلينكن كان يأمل أن تتوقف الفصائل عن مهاجمة القوات الأمريكية، وبالمقابل تتوقف الولايات المتحدة عن استهداف إيران.
لكن بعد أقل من 24 ساعة من عودة السوداني من طهران، استهدف مسلحون القاعدة العسكرية الأمريكية في أربيل، بإقليم كردستان العراق، ليل وصباح أمس الثلاثاء.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي إن الهجوم لم يتسبب في وقوع إصابات بين الأفراد أو أضرار في البنية التحتية.
وأعلنت ما يسمى “المقاومة الإسلامية في العراق“، وهي مظلة تضم جماعات مسلحة عراقية تدعمها إيران، مسؤوليتها عن الهجوم، قائلة إن طائرات بدون طيار “أصابت هدفها”، دون تقديم أي تفاصيل أخرى.
وبحسب الصحيفة فإن “الهجمات هي رد طهران على رسالة بلينكن كما يبدو”.
مشيرة إلى أن إيران لديها القدرة على التأثير على الفصائل المسلحة، وبالتالي يمكنها أن تأمرها بالتوقف عن مهاجمة القوات الأمريكية في العراق.
لكن يبدو أنه من غير المرجح أن تذعن طهران في الوقت الحالي للمطالب أو الشروط الأمريكية، مما يعني أن طهران وضعت مطالبها وشروطها الصعبة، وفق الصحيفة.
تابعت: “يبدو أن واشنطن غير قادرة على التفاوض مع إيران، لأن ذلك سيضعها في موقف صعب مع إسرائيل ولأنها تستعد لانتخابات رئاسية”.
وعلى هذا، “يبدو أن الفصائل العراقية ليس لديها خيار آخر سوى تحدي الولايات المتحدة علناً، بغض النظر عما إذا كانت مطالبها قد تم تلبيتها أم لا”.