اتصالات “من أعلى المستويات” بين النظام وزعامات السويداء..ما الهدف منها؟
كشفت شبكة محلية تهتم بنقل أخبار محافظة السويداء، عن اتصالات “من أعلى المستويات في دمشق”، تجري مع الزعامات الاجتماعية والدينية في السويداء.
ووفق ما نقلته “السويداء 24″، اليوم الجمعة، فإن مصادر خاصة أكدت أن الاتصالات هدفها “تجاوز المرحلة الراهنة”، وذلك عقب الضربات التي تلقتها ميليشيات تابعة لنظام الأسد في المحافظة.
وحسب ذات المصدر، فإن “وراء الاتصالات، رسائل تتضمن أن سلطة شعبة المخابرات العسكرية، على محافظة السويداء، باتت من الماضي، بعد الضربات التي تلقتها العصابات المسلحة المرتبطة عضوياً بها، والفضائح المدويّة التي تكشفت مع الأحداث”.
وكان نظام الأسد، وعلى خلفية الحوادث الأمنية الأخيرة، قد عمد إلى تعيين مسؤول جديد لفرع “الأمن العسكري” في السويداء.
وبناء على ذلك، تولى العميد أحمد فياض، مسؤولية قسم المعلومات، في الفرع 265، التابع لجهاز المخابرات العسكرية بالسويداء، وبات بحكم المسؤول عن ملف السويداء، إلى حين تعيين مسؤول جديد.
لكن “السويداء 24” قالت إن مصادرها أكدت “الجهاز المذكور تم تجميد صلاحيته في المحافظة الجنوبية، بعد الأحداث الأخيرة، التي كشفت تورطه، في دعم عصابات إجرامية”.
واتهمت الشبكة في سياق متصل نظام الأسد، بعدم الجدية في الوعود التي أطلقها، والمتعلقة بتشكيل لجنة تحقيق لما جرى في السويداء، ومحاسبة المسؤولين، الذي تبين تعيينهم في أماكن أخرى خارج المحافظة، وهو ما ينفي رواية النظام المتعلقة بـ”المحاسبة”.
ماذا جرى في السويداء؟
وكانت محافظة السويداء، قد شهدت نهاية يوليو/ تموز الفائت، تحركات عسكرية للفصائل المحلية ضد مجموعات مدعومة من “الأمن العسكري” التابع لنظام الأسد، في محاولة منها “لإنهاء حالة الفوضى ووضع حد للانتهاكات من خطف وقتل وسرقة”، حسب تعبيرها.
وفي ظل عدم صدور أي تعليق رسمي من جانب النظام على ما جرى في المحافظة، تمكنت الفصائل، على رأسها “حركة رجال الكرامة” من القضاء على 4 مجموعات، سواء عبر مداهمة مقراتها وقتل واعتقال عناصرها، أو من خلال اتفاق تسليم أسلحتها.
ومن هذه المجموعات، كانت مجموعة “راجي فلحوط”، وهو من أبرز الشخصيات التي أثارت قلقاً بين أهالي السويداء خلال السنوات الماضية، بسبب الاتهامات الموجهة له، خاصة فيما يتعلق بـ”خطف المدنيين وترهيبهم”.
و”فلحوط”، يتزعم ما يسمى بـ”حركة قوات الفجر”، التي كانت تنتشر في قريتي “عتيل” و”سليم”، وتتلقى دعماً من “الأمن العسكري” التابع للنظام.
وفي يوليو / تموز الماضي، أقدم “فلحوط” على خطف مواطنين من مدينة شهبا، ما أشعل شرارة الغضب لدى الأهالي والفصائل المحلية، التي اتفقت على إنهاء نشاطه الأمني في المنطقة.
وشنت الفصائل المحلية حملة أمنية على مقرات فلحوط، في 26 من الشهر الماضي، ودارت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، انتهت بإلقاء القبض على بعض من عناصره وقتل آخرين، ومن ثم السيطرة على كامل مقراته في “سليم” و”عتيل”.
ولم يُعرف مصير “فلحوط” حتى الآن، حيث تمكن الفرار بعد أن وصلت الاشتباكات إلى المقر الرئيسي، الذي كان يتخذه لقيادة مجموعته “قوات الفجر”.
وبعد القضاء على مجموعة فلحوط توجهت الأنظار نحو سليم حميد، وهو متزعم فصيل “بيرق قوات الفهد”، المنفصل عن “حركة رجال الكرامة” و”قوات شيخ الكرامة”.
وتعود أصول مقاتلي “قوات الفهد”، إلى خلفيات متعددة، وخاصةً بعض الرجال المنشقين عن حركة “رجال الكرامة” بعد مقتل وحيد البلعوس، والمفصولين عنها بسبب ممارساتهم المنافية لمبادئها.
ويتهم حميد بتورط فصيله بانتهاكات واسعة في بلدة قنوات، وعلاقته الوطيدة مع “راجي فلحوط”.
تحييد المزيد من المجموعات
واستمراراً للقضاء على بقية المجموعات المدعومة من قبل الأمن العسكري، أعلنت “حركة رجال الكرامة” وبالتعاون مع فعاليات ووجهاء ورجال دين التوصل إلى حل مع “كفاح الحمود”، من أبناء قرية المزرعة من أجل تفكيك مجموعته وتسليم سلاحه.
وقالت الحركة في بيان لها في 13 أغسطس/ آب، إنه تم الاتفاق على “تعهد الفعاليات والأعيان، بتفكيك مجموعة كفاح الحمود التي تتبع للأفرع الأمنية، والتزامه بعدم العودة لتشكيل أي تنظيم عسكري، وتسليم السلاح إلى حركة رجال الكرامة خلال مدة اقصاها 5 أيام من تاريخه”.
وتزامن اتفاق “رجال الكرامة” مع “كفاح الحمود”، عن تداول أهالي صلخد الحديث عن اتفاق مع ناصر السعدي، المتهم بـ”الخطف والسرقة والاغتصاب والإتجار بالمخدرات”، حسب ما وصفه بيان سابق لـ”تجمع أحرار جبل العرب”.
وطالب البيان، في 11 من الشهر الحالي، بـ”القصاص من ناصر السعدي وميليشياته المرتبطة مع إيران والمسؤول عن تهريب المخدرات باتجاه الأردن وتوزيعها بالمحافظة”.