بعد أيام من حصار مدينة جاسم بريف درعا الشمالي من قبل قوات النظام، كشفت مصادر محلية عن عودة الحياة إلى طبيعتها، اليوم الأربعاء، بموجب اتفاق بين قياديين محليين وأجهزة النظام الأمنية.
ووفق المصادر، تم فتح الطرقات الرئيسية في المدينة والسماح للأهالي بالدخول والخروج، بعد انسحاب قوات الأسد من الأحياء التي انتشرت فيها خلال اليومين الماضيين.
وتضمن الاتفاق دخول قوات الأسد إلى مزارع جاسم وإجراء عمليات تفتيش فيها، ثم الانسحاب كلياً من المدينة.
ونشرت مراصد محلية مقاطع مصورة أثناء انسحاب قوات النظام من المدينة، بعد إجراء عمليات التفتيش، برفقة طائرات الاستطلاع.
وسبق الانسحاب انتشار جزئي لقوات النظام في أحياء المدينة استمر لساعات قليلة.
متابعة للخبر السابق:
انسحاب الجيش من مدينة جاسم في الريف الشمالي من محافظة درعا، بعد انتشاره في بعض الطرقات لمدة قليلة كما أوردنا في خبرنا السابق، وما زالت طائرة الاستطلاع تحوم في سماء المدينة، ولا أنباء مؤكدة عن فتح الطرقات حتى كتابة هذا الخبر.#جاسم #الجيش #الفصائل_المحلية… pic.twitter.com/zhxoSINsLo— Daraa 24 – 24 درعا (@Daraa24_24) December 19, 2023
ما الذي حققه النظام؟
وكانت أجهزة النظام الأمنية أخلت مواقعها العسكرية داخل مدينة جاسم، السبت الماضي، وفرضت حصاراً عليها عبر إغلاق الطرقات الرئيسية، ومنع السكان من الدخول إليها والخروج منها.
وشمل ذلك إخلاء “مخفر” المدينة بالكامل، فيما لم تتمكن عناصر الأمن العسكري من الخروج من المركز الثقافي، لأن أبناء المدينة لم يسمحوا لهم بالمغادرة وأجبروهم على العودة إلى داخل المركز.
وقبل الحديث عن أي اتفاق، طالب ضباط النظام وفد مدينة جاسم المفاوض بإخراج عناصر الأمن العسكري المحاصرين داخل المركز الثقافي.
وفيما لم تعرف مطالب النظام من هذا التصعيد حتى اليوم، يتوقع الأهالي استخدام ضباطه ذرائع قديمة، مثل وجود التنظيمات “الإرهابية” في المدينة لمحاولة اجتياحها.
لكن الاتفاق لم يتطرق إلى تسليم أي شخص من المطلوبين لأجهزة النظام، باستثناء فك الحصار عن عناصره الموجودين في المركز الثقافي.
وتأتي تلك التطورات عقب أيام من استهداف سيارة لفرع أمن الدولة من نوع “هايلوكس” بعبوة ناسفة على طريق إنخل – جاسم، ما أدى لمقتل 4 عناصر وإصابة اثنين آخرين.
وزادت وتيرة استهداف قوات النظام في مدينة جاسم من قبل مسلحين محليين، بعد شكاوى من الأهالي بارتكاب تلك القوات انتهاكات، تتعلق بفرض الإتاوات وتنفيذ عمليات اعتقال واغتيال بحق أبناء المدينة.
يشار إلى أن اللواء في قوات الأسد، مفيد الحسن، لعب دوراً في المفاوضات الأخيرة التي أفضت لاتفاق مع وجهاء مدينة جاسم.
ويشغل الحسن منصب رئيس اللجنة الأمنية في درعا، وهو مسؤول أيضاً عن كامل مناطق الجنوب السوري.