وجه النظام السوري اتهامات للولايات المتحدة بالمسؤولية عن الضربات التي استهدفت مواقع عدة في دير الزور شرقي سورية.
وفي ظل عدم تبنّي أي جهة مسؤوليتها عن الضربات التي طالت مواقع عسكرية إيرانية، وأدت إلى مقتل 18 شخصاً، بينهم مستشار إيراني، صعّد النظام من لهجته ضد الولايات المتحدة.
وفي بيانين منفصلين لوزارتي خارجية ودفاع النظام، أمس الثلاثاء، وصفا فيه الضربات على دير الزور بـ “العدوان الأمريكي الغاشم”، مطالبين بانسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية.
وجاء في بيان وزارة الدفاع أن “قوات الاحتلال الأميركي شنت فجر (أمس) الثلاثاء عدواناً جوياً بالطيران الحربي والمسير، مستهدفةً عدداً من البلدات والقرى والمواقع العسكرية في محافظة دير الزور وريفها”.
في حين قالت خارجية النظام إن “سورية تدين هذا العدوان وتؤكد حقها في الدفاع عن النفس ومحاسبة المعتدي بالوسائل التي ينص عليها القانون الدولي”.
البنتاغون يرد
من جانبها، نفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قيامها بتنفيذ أي ضربات جوية جديدة على أهداف في سورية.
وقالت سابرينا سينغ، نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون، في مؤتمر صحفي دوري أمس: “لم ننفذ ضربات جوية في سورية الليلة الماضية”، دون ذكر أي تفاصيل إضافية حول هذا الموضوع.
وكذلك، نفى مسؤول عسكري أمريكي لقناة “الجزيرة”، أمس، أن تكون بلاده نفذت أي غارات في سورية مؤخراً.
وتعرضت عدة مواقع في دير الزور شرق سورية لسلسلة غارات مجهولة المصدر، خلال اجتماع لقياديين من “الحرس الثوري” الإيراني، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم.
وطالت الغارات مناطق الصالحية والميادين وحي القصور في المحافظة الواقعة شرق سورية.
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية مقتل المستشار الإيراني، بهروز واحدي، في القصف الذي طال عدة مواقع في دير الزور، وهو أحد مستشاري “الحرس الثوري” الإيراني في سورية.
ما علاقة إسرائيل؟
وفيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الضربات، قالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن سلاح الجو الإسرائيلي هو المسؤول عن الغارات الليلية شرقي سورية.
ونقلت عن مصادر دفاعية إسرائيلية، أن الضربات استهدفت “أصولاً تابعة للوحدة 4000 الإيرانية، وقسم العمليات الخاصة التابع لمنظمة المخابرات التابعة للحرس الثوري الإسلامي، ووحدة العمليات الخاصة التابعة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سورية، والمعروفة باسم الوحدة 18840”.
وأضافت المصادر أن “الضربات التي وقعت خلال الليل كانت رداً على محاولات تهريب الأسلحة، والأصول المستهدفة المتعلقة بالمؤامرة الإيرانية”.
مشيرة إلى أن “عدداً من العناصر الإيرانيين أو المرتبطين بإيران قتلوا في الغارات”.
لكن مراصد محلية قالت إن الطائرات التي نفذت الغارات على دير الزور هي أمريكية، وسط نفي الولايات المتحدة لذلك.
وكانت واشنطن شنت أواخر العام الماضي ضربات جوية استهدفت مقرات تابعة للميليشيات الإيرانية، بعد هجمات ضد قواعدها العسكرية في الشرق الأوسط.
وكذلك استهدفت إسرائيل خلال الأسابيع الماضية عدداً من المستشارين الإيرانيين في مناطق متفرقة من سورية، كان أبرزهم المستشار رضي موسوي، الذي وصفته وسائل إعلام إيرانية بـ “أعلى رتبة عسكرية” تقتل في المنطقة.