صعّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تصريحاته ضد إسرائيل خلال اليومين الماضيين، بسبب قصفها للمدنيين في قطاع غزة، ضمن الحملة العسكرية المستمرة منذ قرابة 20 يوماً.
واعتبر أردوغان أن هجمات إسرائيل في غزة وصلت “إلى مستوى المجازر”، مشيراً إلى أنه “لا مكان لها في أي نص مقدس”.
وجاء ذلك في مكالمة هاتفية مع بابا الفاتيكان، فرنسيس الثاني، اليوم الخميس.
“تصعيد همجي ومذابح”
وقال الرئيس التركي في كلمة ألقاها اليوم الخميس في قصر الرئاسة، إن البلدان الغربية “لا تلتزم بالقانون الدولي في غزة لأن الدماء المسفوكة هي دماء مسلمين”.
واتهم الغرب بتوفير دعم “غير مشروط” للهجمات الإسرائيلية على غزة، بدلاً من دعوة إسرائيل “لضبط النفس”، وفق قوله.
وأضاف: “النساء والأطفال الأبرياء هم أغلب الضحايا ولا يمكننا أن نبقى صامتين حيال ما نرى”.
مردفاً: “ما يحصل في غزة يتعدى الدفاع عن النفس وتحول إلى ظلم وهمجية ومذابح”.
وحمل أردوغان كل من يقف صامتاً تجاه غزة المسؤولية عن تلك المجازر، بما في ذلك المنظمات الدولية.
وتساءل: “كم عدد الأطفال الذين يجب أن يموتوا حتى تدعو المفوضية الأوروبية إلى هدنة؟ وكم من القنابل يجب أن تسقط على غزة حتى يتدخل مجلس الأمن الدولي؟”.
يأتي تصعيد أردوغان بعد قرابة 20 يوماً على الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل ضد “حماس” في غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 7 آلاف فلسطيني، بينهم 2913 طفلاً و1709 نساء، بحسب إحصائيات وزارة الصحة في غزة اليوم الخميس.
إلغاء زيارة ودعم “حماس”
وكان الرئيس التركي أعلن، أمس الأربعاء، إلغاء زيارة كان يعتزم القيام بها لإسرائيل.
وقال خلال اجتماع الكتلة النيابة لحزبه في البرلمان بأنقرة: “كان لدينا خطة لزيارة إسرائيل، تم الإلغاء. لن نذهب”.
وأضاف: “كانت نوايانا حسنة، ولكن استغل (نتنياهو) حسن نيتنا. وكان لدينا خطة لزيارة إسرائيل، تم إلغاؤها ولن نذهب، فلو استمر بحسن نية، لكانت علاقتنا مختلفة، لكن مع الأسف لن يحدث ذلك أيضاً الآن، لأنهم استغلوا نوايانا الطيبة”.
واعتبر أن الهجمات الإسرائيلية على غزة “تدل على إجرام وخلل عقلي لدى من ينفذونها ويدعمونها”.
ورفض أردوغان توجيه صفة “الإرهاب” لحركة “حماس”، وقال: “حركة حماس ليست تنظيماً إرهابياً، وإنما مجموعة تحرر ومجاهدين تناضل لحماية مواطنيها وأرضها”.
ومع ذلك، قال الرئيس التركي إنه ليس لدى بلاده مشكلة مع إسرائيل، لكنها “لا توافق على الفظائع التي تمارسها إسرائيل والطريقة التي تتصرف بها كتنظيم بدل دولة”.
وتابع: “إسرائيل تنفذ منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، واحدة من أكثر الهجمات دموية ووحشية والمقززة في التاريخ ضد الأبرياء في غزة”.
إسرائيل ترفض “باشمئزاز”
وردت إسرائيل، أمس الأربعاء، على تصريحات الرئيس التركي، حول عدم اعتباره “حماس” تنظيماً “إرهابياً”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، ليؤور حياط، إن بلاده “ترفض بشدة الكلمات القاسية للرئيس التركي بشأن منظمة حماس الإرهابية”.
وأضاف عبر حسابه في “إكس”، “حتى محاولة الرئيس التركي الدفاع عن المنظمة الإرهابية وكلماته التحريضية لن تغير من الفظائع التي شهدها العالم أجمع”.
وكذلك، قالت القناة 12 العبرية إن إسرائيل تدين أردوغان بشدة، و”ترفض باشمئزاز الكلمات القاسية للرئيس التركي”.
وأضافت في تقرير لها أن “حماس منظمة إرهابية بغيضة أسوأ من داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)”.
من جانبه، اتهم وزير الثقافة الرياضة الإسرائيلي أردوغان بدعم “الإرهاب”، وقال: “حان وقت إعادة حساب مسار علاقتنا مع تركيا”.
فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري: “سمعت ما قاله أردوغان.. حماس أسوأ من كونها منظمة إرهابية، المسؤولون عن المذبحة أرادوا القتل والترويع، ومن واجبنا إظهار ذلك للعالم”.