اجتماعات اليوم الثالث لـ”الدستورية” بجنيف.. النظام مازال عند النقطة صفر
بدأت أعمال اليوم الثالث من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف، اليوم الأربعاء، دون تحقيق أي تقدّم يُذكر ضمن هذا المسار.
وذكرت مصادر خاصة من كتلة المجتمع المدني لـ “السورية نت”، أن الجولة الخامسة المنعقدة حالياً في جنيف، بحضور وفدي النظام والمعارضة ووفد المجتمع المدني، لم تحقق الأهداف المرسومة لها وهي مناقشة المبادئ الأساسية للدستور السوري.
وأضافت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، أن النظام لا يزال يلتف حول ما يسميها “الثوابت الوطنية” ويتجنب الخوض في أي نقاش يطال الدستور.
وبحسب المصادر ذاتها فإن وفد المعارضة، برئاسة هادي البحرة، قدم للمبعوث الأممي إلى سورية، جير بيدرسون، مقترحاً لمناقشة مواد أولية في الدستور، إلا أن وفد النظام رفض ذلك، وأعاد النقاش إلى ما ورد في الجولات الأربعة الماضية.
ولا يزال وفد النظام يطالب بمناقشة أمور عدة أبرزها “السيادة الوطنية” ورفض “الاحتلالات” والعقوبات الاقتصادية، فيما يعتبره البعض إضاعة للوقت لتجنب الخوض بمناقشة المبادئ الدستورية.
وكانت الجولة الخامسة من اجتماعات اللجنة الدستورية انطلقت في جنيف، أول أمس الاثنين، وتُعتبر من أبرز الجولات وأهمها، كونها من المفترض أن تناقش ولأول مرة البذور الأولى للدستور الجديد، والمتمثلة بـ”المبادئ الدستورية”.
ومن المقرر أن يستمر جدول أعمال الجولة الخامسة لخمسة أيام متواصلة، حتى 29 من يناير/ كانون الثاني الحالي.
وعلى مدار الجولات الأربعة الماضية من اجتماعات اللجنة لم يخرج المشاركون من الوفود الثلاثة بمخرجات ملموسة على صعيد كتابة الدستور في سورية.
و تركّز النقاش في الجولات السابقة على عدة مسائل ونقاط بعيدة عن المبادئ الدستورية، التي تشكلت اللجنة من أجلها ولتحقيقها.
ثلاثي “أستانة” يتحرك
تزامناً مع انطلاق أعمال الجولة الخامسة، أجرت وفود روسية وإيرانية وتركية زيارة إلى جنيف، أمس الثلاثاء، لبحث تطورات المسار السياسي السوري، في تحرك لافت من قبل ثلاثي “أستانة”.
ولم يتم الإعلان رسمياً عن أهداف الزيارة، إلا أنها جاءت وسط الحديث عن عدم إحراز أي تقدم في الجولة الخامسة لاجتماعات اللجنة الدستورية، ما يشير إلى أن التحرك يأتي لمنع أي انهيار قد يشهده هذا المسار.
وتسعى الدول الغربية والدول المعنية بالملف السوري إلى التمسك باللجنة الدستورية باعتبارها المسار السياسي الوحيد الفعّال حالياً، خاصة مع انقطاع محادثات “أستانة” منذ أبريل/ نيسان الماضي.
ويُعتبر توقيت الجولة الخامسة المنعقدة حالياً حساساً، ولاسيما أنها تستبق الانتخابات الرئاسية في سورية بثلاثة أشهر، والتي يؤكد نظام الأسد إجرائها والمضي فيها، على الرغم من الرفض الدولي لها، وخاصة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، مؤخراً.