اجتماعان حول سورية عنوانهما “وقف إطلاق النار وزيادة الدعم”
ينعقد اجتماعان دوليان هذا الأسبوع، حول سورية، بهدف زيادة الدعم من الدول المانحة للاجئين السوريين، والتأكيد على وصول المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار.
ويأتي الاجتماعان في ظل مناشدات أممية ومنظمات إنسانية للدول المانحة لزيادة دعمها بهدف مساعدة السوريين داخل سورية وخارجها، بعد عقد كامل من الثورة السورية.
بلينكن في مجلس الأمن
ويعقد مجلس الأمن جلسة حول الأوضاع في سورية، غداً، برئاسة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن.
وبحسب بيان صادر عن البعثة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، الجمعة الماضي، فإنه “في إطار الرئاسة الأمريكية لأعمال مجلس الأمن (خلال مارس/آذار الجاري)، سيرأس بلينكن اجتماع المجلس بشأن الوضع الإنساني في سورية بحضور افتراضي”.
وأكد البيان، أن بلينكن “سيعزز دعم الولايات المتحدة للشعب السوري من أجل وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، والوصول الإنساني دون عوائق، إلى كل المجتمعات الضعيفة في جميع أنحاء سورية”.
ويأتي ذلك قبل ثلاثة أشهر من التصويت في مجلس الأمن على تمديد قرار عبور المساعدات الإنسانية إلى داخل سورية، عبر معبر واحد هو باب الهوى على الحدود التركية- السورية.
وكانت روسيا والصين استخدمتا، العام الماضي، حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار ألماني بلجيكي ينص على تمديد آلية المساعدات الإنسانية عبر معبري باب السلامة وباب الهوى.
لكن بعد مفاوضات وافقت روسيا على دخول المساعدات عبر نقطة حدودية واحدة فقط هي معبر باب الهوى لمدة عام كامل ينتهي في يوليو/ تموز المقبل.
ويسود تخوف من عرقلة روسيا القرار ورفض تمديده، ما سيحرم الشمال السوري الذي يعيش فيه نحو 3.4 مليون شخص من دخول المساعدات.
مؤتمر بروكسل
ويتزامن ذلك مع انطلاق مؤتمر “بروكسل 5” الذي يعقد يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، حول دعم مستقبل سورية والمنطقة.
وكانت النسخة الرابعة من المؤتمر انعقدت في حزيران / يونيو العام الماضي، وتعهد الاتحاد الأوروبي فيها بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 2.3 مليار يورو، لعامي 2020 و2021، حسب الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد، جوزيب بوريل.
ويأتي انعقاد المؤتمر وسط مناشدات من كبار مسؤولي الأمم المتحدة للدول المانحة بزيادة دعمها للسوريين في الدول المجاورة وخاصة لبنان.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إن “اللاجئين والمجتمعات المستضيفة يعانون من تدهور الظروف المعيشية والتدهور الاقتصادي”، مضيفاً أن جائحة فيروس كورونا فاقمت أوضاع اللاجئين وزادت من مستويات الفقر.
وأشار غراندي، حسب موقع “فويس أوف أميركا“، إلى وجود مليون لاجئ سوري دخلوا في فقر مدقع وخاصة في لبنان، إذ تشير التقديرات الأخيرة إلى أن “ما يقرب من 90% من اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون في فقر مدقع”.
وكان غراندي قال، الخميس الماضي، إن “برامج دعم اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، ستحتاج إلى 5.8 مليارات دولار”.
من جهته حذر مدير برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة، أكيم شتاينر، من تضاعف عبء البلدان المضيفة للاجئين السوريين بسبب ضغوط جائحة كورونا عليها.
وقال شتاينر إن الفقر وعدم المساواة يتصاعدان في جميع أنحاء المنطقة، مضيفا أن “هذا يضر بحياة وسبل عيش اللاجئين والمجتمعات المستضيفة التي تكافح من أجل توفير الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والمياه”.
من جانبها أصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش“، اليوم الأحد، بياناً حثت فيه المجتمعين بالمؤتمر على زيادة دعمهم للسوريين وفق التركيز على ثلاث مجالات رئيسية، الأول توزيع “المساعدات الإنسانية بما يحترم الحقوق”.
والمجال الثاني حماية المدنيين من الانتهاكات المستمرة في مختلف المناطق، أما الثالث هو “تحقيق العدالة في الجرائم الفظيعة”، والإصرار على الإفراج العاجل عن عشرات الآلاف من المحتجزين وضحايا الاختفاء القسري.
كما حثت المنظمة الأطراف المشاركة في المؤتمر معالجة أزمة التعليم التي وصفتها بأنها “غير المسبوقة التي يواجهها اللاجئون السوريون ولا سيما في لبنان”.