تباينت مواقف أطراف النفوذ في سورية بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي تدخل السبت يومها العاشر على الكثير من التطورات العسكرية والسياسية.
ومنذ اليوم الأول للحرب الروسية نشر النظام السوري سلسلة بيانات أبدى فيها موقفه، وكذلك الأمر بالنسبة للمعارضة السورية، ومسؤولي “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) في شرقي البلاد.
وفي الوقت الذي تضاربت فيه مواقف كل من النظام السوري والمعارضة، أبدى بيان لـ”مسد” نشر أمس الجمعة حالة من “الحياد”، وهو الجهة السياسية التي تتلقى دعماً من الولايات المتحدة الأمريكية، منذ سنوات طويلة.
ماذا قال النظام؟
ومع تصاعد القتال في أول يومين من بدء الحرب الروسية على أوكرانيا نشرت “رئاسة الجمهورية السورية” بياناً على لسان رأس النظام، بشار الأسد، واعتبر فيه أن ما يحصل هو “تصحيح للتاريخ”، مبدياً دعمه اللامحدود لما أقدم عليه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وقال الأسد في بيان “رئاسة الجمهورية” إن “ما يحصل اليوم هو تصحيح للتاريخ وإعادة للتوازن إلى العالم، الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفيتي”.
من جانبها اعتبرت مستشارته، بثينة شعبان، في مقابلة مع قناة “الإخبارية السورية”، الاثنين الماضي، أن “الغرب لم يلتزم بتعهداته حول توسع الناتو شرقاً، ولم يكن لدى روسيا خيار آخر”.
وكذلك الأمر بالنسبة لمستشارته الخاصة، لونا الشبل، والتي قالت لوكالة “سبوتنيك” الروسية، مطلع الأسبوع الماضي، إن “الغرب سيعاني من الحصار المفروض على روسيا أكثر من موسكو نفسها”، معلنةً أن “دمشق مستعدة للمساعدة في تخفيف العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا”.
الرئيس الأسد يجري اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودار الحديث خلال الاتصال حول الوضع في أوكرانيا، والعملية العسكرية الخاصة التي تقوم بها روسيا الاتحادية لحماية السكان المدنيين في منطقة دونباس. pic.twitter.com/XTtDK1Yrv3
— Syrian Presidency (@Presidency_Sy) February 25, 2022
“موقف مضاد للمعارضة”
على الطرف المقابل كان هناك موقف مضاد للمعارضة السورية، والمتمثلة بـ”الائتلاف الوطني السوري”.
ونشر “الائتلاف” بياناً، قبل أيام، قال فيه إن “الشعب السوري يدعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي الوحشي، وإن نظام الأسد غير شرعي ولا يمثل سورية، وبذلك لا يمكن اعتبار تصويته لصالح الغزو الروسي في الأمم المتحدة يمثل سورية، بل يمثل من يتبع له وهو بوتين”.
وذكر رئيس الجسم السياسي المعارض، سالم المسلط عبر “تويتر”، الجمعة، أنه “من الأخطاء الجسيمة عدم طرد نظام الأسد الذي ارتكب أبشع المجازر من المنظمة الدولية حتى الآن”.
من جهتها نشرت “الحكومة السورية المؤقتة” بياناً، الأسبوع الماضي، وبينما دعمت أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، وجهت دعوات للدول الغربية وأمريكا بضرورة دعم فصائل المعارضة في سورية بالأسلحة اللازمة لـ”مواجهة الاحتلال الروسي”.
الشعب السوري يدعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي الوحشي، ونظام الأسد غير شرعي ولا يمثل سورية، ولا يمكن اعتبار تصويته لصالح الغزو الروسي في الأمم المتحدة يمثل سورية، بل يمثل من يتبع له وهو بوتين.
من الأخطاء الجسيمة عدم طرد نظام الأسد الذي ارتكب أبشع المجازر من المنظمة الدولية حتى الآن.— سالم المسلط – Salem Al-Meslet (@pofsoc) March 3, 2022
“مسد على الحياد”
وإلى جانب الموقفين السابقين بدا لافتاً، خلال الأيام التسعة الماضية حالة التريث التي أبداها “مجلس سوريا الديمقراطية” للتعليق عما يحصل في أوكرانيا.
وهذا المجلس يعتبر الذراع السياسية لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، والتي تسيطر على مناطق واسعة في شمال وشرق سورية، وتتلقى دعماً عسكرياً ولوجستياً من التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
ونشر بياناً، الجمعة، جاء فيه أن “الجنوح للحوار والتفاوض هو السبيل الأسلم للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وأن الخيارات العسكرية أثبتت فشلها في حل الصراعات والأزمات الدولية والمحلية”.
وأشار البيان إلى أن “المجلس الرئاسي” لـ”مسد” عقد اجتماعاً، في اليومين الماضيين، حيث بحث “مستجدات مسار التسوية في سورية، والجهود المبذولة لحل الأزمة، وانعكاسات الحرب في أوكرانيا على الحالة السورية التي تقف على أعتاب العام الثاني عشر منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011”.
واتفق المجتمعون على “ضرورة الحفاظ على الثوابت الوطنية والمطالب المحقة للشعب السوري الذي خرج من أجلها عام 2011، وتحقيق التغيير الديمقراطي وإنهاء منظومة الاستبداد”، بحسب ذكر البيان.
عقد «المجلس الرئاسي» لـ #مجلس_سوريا_الديمقراطية، الخميس 3 آذار/مارس، اجتماعه الدوري في مدينة #الحسكة شمال شرقي سوريا؛ لبحث التطورات الدولية والإقليمية وانعكاساتها على #الأزمة_السورية.https://t.co/KyNOJnPhZ6
— مجلس سوريا الديمقراطية (@SDCPressT) March 4, 2022