أجرى قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني، إسماعيل قاآني زيارة إلى مدينتي حلب واللاذقية، للمرة الثانية على التوالي، منذ وقوع كارثة الزلزال المدمّر.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية، اليوم السبت، أن قاآني سافر إلى المدينتين ليلة الجمعة من أجل “الإشراف على إغاثة ضحايا الزلزال السوري”.
وقال مسؤول مطلع في مقابلة مع المكتب الإقليمي لوكالة “إيرنا” في دمشق، أثناء تأكيده رحلة قاآني إلى سورية إن الأخير “سوف يراقب عن كثب أعمال تقديم الإغاثة”.
وكان قائد “فيلق القدس” أول الواصلين إلى مدينة حلب، بعد وقوع كارثة الزلزال، إلى جانب قادة في ميليشيات “الحشد الشعبي” العراقي، وآخرين مرتبطين بشكل وثيق بـ”الحرس الثوري” المصنف على قوائم الإرهاب.
وتجوّل حينها قاآني في عدة أحياء بمدينة حلب، وبعد ذلك اتجه إلى مدينة اللاذقية، ملتقياً المحافظ فيها ومسؤولين آخرين، في خطوات استبقت زيارة رأس النظام السوري إلى المناطق المنكوبة بخمسة أيام.
وفي غضون ذلك كانت “قوات الحشد الشعبي” قد سارعت، خلال الأسابيع الماضية، بقيادة كلٍّ من فالح الفياض وعبد العزيز المحمداوي (أبو فدك)، والمصنفين على قوائم الإرهاب الأمريكية إلى إطلاق “حملة مساعدات إنسانية” تحت تسميات مختلفة، منها “سيدة الشام زينب” و”بعثة الإغاثة العراقية”.
وفي حين يتولى “أبو فدك” إدارة عمليات المساعدة، حيث تم إرساله إلى سورية للإشراف المباشر على جهود الإغاثة، يعمل على تسهيل القوافل على الجانب العراقي من الحدود قاسم مصلح، قائد عمليات الأنبار في “الحشد الشعبي”، والذي اعتقله المسؤولون العراقيون في عام 2021 فيما يتعلق بمقتل ناشط على يد عناصر في “كتائب حزب الله” في عام 2020.
وسبق وأن أشار تحليل لـ”معهد واشنطن” إلى أن قيادات “الحشد” وشركاءهم الإيرانيين “يستخدمون على الأرجح الزلزال لتحسين تنسيقهم عبر الحدود بشكل كبير مع الأسد وحزب الله اللبناني”.
كما يحاولون “إضفاء الشرعية على أنفسهم داخل العراق”، ومن هنا، “يتوجب التدقيق عن كثب في المواقع والعمليات الخيرية لـقوات الحشد الشعبي في سورية”، وفق ذات التحليل.
وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي قد عيّن قاآني بمنصب قائد “فيلق القدس”، بعد ساعات من اغتيال قاسم سليماني، بضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد، مطلع عام 2020.
واسماعيل قاآني مواليد 8 أغسطس/ آب 1957 في مدينة مشهد، وكان قبل مقتل سليماني الرجل الثاني في قيادة “الحرس الثوري”، والمشرف على متابعة تسليحه.
وشارك قاآني في الحرب العراقية- الإيرانية، وتولى قيادة فرق أثناء الحرب، قبل أن يشغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة لاستخبارات الحرس، ثم نائبا لـ”فيلق القدس”.
وعندما تولى قاسم سليماني قيادة الفيلق عام 2012، وضعت وزارة الخزانة الأميركية اسمه على لائحة العقوبات الخاصة بها، فيما هدد برايان هوك، المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، في مقابلة صحافية خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، باغتيال قاآني “إذا سار على نهج قاسم سليماني”.