تعددت الروايات حول ما جرى في فرقة “المعتصم” المنضوية تحت “الجيش الوطني السوري”، أمس الأربعاء، بين انقلاب داخل الفرقة وبين محاولة اعتقال تحولت إلى اشتباكات.
وخلال الأشهر الماضية انقسمت الفرقة إلى تيارين، الأول يمثله قائد الفرقة معتصم عباس واخوته وأقاربه.
أما التيار الثاني يمثله قياديون رافضون لسياسة قائد الفرقة ويتهمونه بالفساد والخيانة، ويقوده مصطفى سيجري والفاروق أبو بكر.
وتراشق الطرفان الاتهامات بالوقوف وراء ما يجري داخل الفرقة، وذلك حسب تسجيلات صوتية للطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وحسب الفاروق أبو بكر فإن قائد الفرقة معتصم عباس، جعل من الفرقة “شركة استثمار له ولأشقائه، في شراء العقارات في تركيا”.
كما اتهم أبو بكر قائد الفرقة بالتآمر مع “هيئة تحرير الشام” لتمهيد الطريق لها للدخول إلى ريف حلب، وتنفيذ اغتيالات بحق شخصيات عسكرية ومدينة في مدينة مارع.
وحسب رواية أبو بكر فإن معتصم عباس حاول اعتقاله واغتياله إلى جانب مصطفى سيجري، عبر مداهمة مقراتهم.
من جهته، قال سيجري عبر حسابه في “تلغرام” إن معتصم عباس حوّل الفرقة من “فصيل عسكري ثوري لشركة تجارية أمنية خاصة بآل عباس في مارع وبناء ثروة وإمبراطورية مالية هائلة”.
كما أصدر سيجري قراراً عزل فيه معتصم عباس من قيادة الفرقة وأحاله للتحقيق هو وأشقائه وأقاربه.
وجاء قرار سيجري “استناداً لصلاحيات المجلس العسكري للفرقة الثالثة في الفيلق الثاني فرقة المعتصم والمنصوص عليها في النظام الداخلي”.
كما دعا سيجري وزارة الدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة” لتشكيل لجنة خاصة للاطلاع على موجبات القرارات الصادرة أعلاه عن المجلس العسكري للفرقة، والإشراف على التحقيقات الداخلية.
بيان للرأي العام
استنادا لصلاحيات المجلس العسكري للفرقة الثالثة في الفيلق الثاني "فرقة المعتصم" والمنصوص عليها في النظام الداخلي تقرر ما يلي:
١- عزل المدعو -معتصم عباس- من قيادة الفرقة وتجريده من جميع الصلاحيات العسكرية والأمنية والإدارية، وإحالته للتحقيق الداخلي بتهمة الخيانة…
— مصطفى سيجري M.Sejari (@MustafaSejari) April 24, 2024
لكن في المقابل، نفى قائد الفرقة معتصم عباس كل التهم الموجهة إليه من قبل الفاروق أبو بكر ومصطفى سيجري.
وقال عباس في تسجيلات صوتية إن دعوة وجهت له من قبل أبو بكر وسيجري لاستكمال المصالحة وحل الخلافات، بعد شهر من الحديث والمناقشات عن موضوع فساد مالي.
وأضاف أنه تفاجأ بعد وصوله إلى مبنى الفرقة برفقة مسؤول العلاقات في “الحكومة السورية المؤقتة” ياسر الحجي، باقتحام عناصر للمبنى وإطلاق النار عليهم بشكل مباشر ما أدى إلى إصابته ومقتل شقيقه.
وأكد اعتقاله من قبل سيجري وأبو بكر، قبل تدخل قيادة الفرقة والأتراك لإطلاق سراحهم.
وقال مصدر إعلامي مطلع على ما يجري في مارع لـ”السورية.نت”، إن الطرفين كانا على خلاف مسبق بينهما حول قيادة الفرقة.
وأكد المصدر أنه حتى الآن لم تتوضح الرواية الدقيقة، مشيراً إلى أن الأمر الآن بيد الجانب التركي.