الأردن يحذر من حرب مخدرات “إيرانية” على حدوده مع سورية
قالت المملكة الأردنية، إن “ميليشيات” تابعة لإيران، تكثف من محاولات تهريب المخدرات بمئات الملايين من الدولارات عبر الحدود مع سورية، لإيصالها إلى أسواق الخليج.
وقال المتحدث باسم الجيش الأردني، العقيد مصطفى الحياري، في حديثه لقناة “المملكة”، الرسمية:”نواجه حرباً على هذه الحدود. حرب مخدرات من تنظيمات إيرانية هي الأخطر، لأنها تأتمر بأجندات خارجية، وتستهدف الأمن الوطني الأردني”.
وبحسب الحياري فإن جيش بلاده يستعد لتصعيد المواجهة مع مهربين مسلحين، يحاولون العبور بكميات كبيرة من المخدرات على امتداد الحدود الوعرة مع سورية، مشيراً إلى أن القوات المسلحة تشاهد على الحدود داخل العمق السوري “مجموعات إجرامية مسلحة، تنتهج علميات التهريب باستخدام القوة”.
وتابع: “اعتدنا القول أن الأردن ممر ولكن الوضع مؤخراً تغير، والتهريب الآن يستهدف المجتمع الأردني، وبالتالي يستهدف الأمن الوطني الأردني”.
ولفت إلى أن الأجر الذي يتلقاه المهربون مقابل كل عملية تهريب إلى الأردن، ارتفع من ألفي دينار إلى 10 آلاف دينار “بعد تغيير قواعد الاشتباك من قبل القوات المسلحة”.
وبين أن العناصر التي تشترك في عمليات التهريب “غير واعية لما تقوم به”، مشدداً على أن العديد من الذين تم ضبطهم كانوا متعاطين للمخدرات للقيام بعملية التهريب “دون خوف أو تردد”.
تصاعد التهريب
تطرق الحياري إلى تصعيد عمليات التهريب خلال هذا العام مقارنة بالعام الماضي، حيث تفوق الأرقام الأعوام الماضية، مبيناً أنه تم ضبط 20 مليون حبة كبتاغون منذ بداية العام الحالي، فيما تم ضبط 14 مليون حبة العام الماضي.
ولفت إلى أن مجموعات التهريب، تتلقى أحياناً “دعم جهات غير منضبطة من حرس الحدود السوري، ومن جهات أخرى”. لم يحددها.
وختم المتحدث باسم الجيش الأردني حديثه، بالتنويه إلى أن “السيناريو الأكثر تفاؤلاً حول التهريب، هو أن تستجيب دول العالم وتساعد الأردن في الحرب على تهريب المخدرات”. مؤكداً أن ترك الأردن وحيداً في هذا المجال “لا يحمد عقباه”.
وكان الجيش الأردني قد ذكر في 17 فبراير/ شباط الماضي، أن عمليات تهريب المخدرات من سورية إلى أراضيه أصبحت “منظمة”، مع تكثيف المهربين لعملياتهم، واستخدامهم معدات متطورة، بما فيها طائرات مسيرة.
وقال العقيد الأردني، زيد الدباس، إن “أخطر ما لاحظناه مؤخراً، هو وجود جماعات مسلحة إلى جانب المهربين”.
تورط نظام الأسد
وتكررت خلال الأشهر الماضية، عمليات ضبط المخدرات القادمة من سورية في دول عدة حول العالم، وخاصة الأردن، رغم قنوات الحوار التي فتحتها عمّان مع النظام السوري.
ويعتبر الأردن طريق عبور، لتهريب مادة الكبتاغون المخدرة، من لبنان وسورية إلى دول الخليج، وخاصة السعودية.
وكان معهد “نيو لاينز” الأمريكي، قد أصدر في 5 نيسان/ أبريل الماضي، تقريراً حول تجارة الكبتاغون في الشرق الأوسط، تحدث خلاله عن تورط النظام السوري وداعميه بتصنيع حبوب الكبتاغون وتهريبها.
وقال المعهد في تقريره، إن أفراداً من عائلة رئيس النظام، بشار الأسد، متورطون في تجارة “الكبتاغون” في الشرق الأوسط، إلى جانب “حزب الله” اللبناني، وكبار أركان النظام.
وبلغ حجم تجارة “الكبتاغون” بالتجزئة في الشرق الأوسط، خلال عام 2021 وحده، 5.7 مليار دولار، بحسب التقرير، الذي تحدث عن مخاطر أمنية وصحية متزايدة في المنطقة.
وحسب تقرير معهد “نيو لاينز”، ومقره واشنطن، فإن سورية هي المنتج الرئيسي لحبوب الكبتاغون، فيما تعد السعودية المستهلك الرئيسي لها.
وأضاف أن العقوبات المفروضة على الأسد ونظامه منذ سنوات، جعلته يلجأ إلى تجارة المخدرات “كوسيلة للبقاء سياسياً واقتصادياً”، مؤكداً أن أفراداً من عائلة الأسد وكبار أركانه يشاركون في صناعة الكبتاغون وتهريبه خارج سورية.