الأردن يطلب المساعدة من أمريكا في “حرب المخدرات” مع سورية
طلب الأردن من الولايات المتحدة الأمريكية المساعدة في “حرب المخدرات” التي يخوضها منذ سنوات على طول الحدود مع سورية، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
وجاء ذلك في أثناء الزيارة التي أجراها وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إلى العاصمة عمّان، يوم أمس الأحد، إذ التقى الملك الأردني، عبد الله الثاني، وناقشا سلسلة من الملفات، من بينها سورية.
وقال مسؤولون أردنيون لوكالة “رويترز“، اليوم الاثنين، إن العاهل الأردني طلب من وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن “المساعدة في خوض حرب مخدرات متنامية على طول حدوده مع سورية”، والتي أنحي باللائمة فيها على فصائل تدعمها إيران.
وأضاف أحد المسؤولين أن الملك الأردني ناقش أيضاً مع أوستن المخاوف بشأن تزايد ترسيخ الميليشيات المدعومة من إيران في جنوب سورية، والتي يقول مسؤولون إنها كثفت عمليات تهريب المخدرات عبر حدودها للوصول إلى أسواق الخليج.
وتريد عمّان المزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية لتعزيز الأمن على الحدود، حيث قدمت واشنطن منذ 2011 حوالي مليار دولار لإنشاء مراكز حدودية.
ويبلغ طول حدود الأردن مع سورية حوالي 375 كيلومتراً.
وعلى مدى السنوات الماضية لم تنقطع عبرها عمليات تهريب المخدرات وحبوب “الكبتاغون”، والتي تشير معظم التقارير الغربية والمحلية والعربية إلى مسؤولية نظام الأسد وميليشيات إيران عنها.
وسبق وأن وجهت المملكة الأردنية “رسالة تحذيرية” لنظام الأسد، بشأن التهديدات التي تتعرض لها حدودها الشمالية، والمتعلقة بعمليات تهريب المخدرات من داخل الأراضي السورية.
لكنها وفي المقابل واصلت فتح أبوابها أمام إعادة العلاقات مع نظام الأسد، وكان آخر تطور على هذا الصعيد، بالزيارة التي أجراها وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي إلى العاصمة دمشق.
وكان ملك الأردن قد أجرى زيارة إلى واشنطن، في يونيو/حزيران العام الماضي، وقال صراحة إن “الميليشيات الشيعية في سورية زادت عمليات تهريب السلاح والمخدرات”، تزامناً مع “تراجع دور روسيا في سورية” بسبب أزمة أوكرانيا.
وأضاف حينها في مقابلة مع قناة “سي إن بي سي” الأمريكية أن تراجع الدور الروسي في سورية، أدى كذلك إلى عودة تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى الظهور.
ومن جانب آخر، دعا عبد الله الثاني في مقابلته، إلى تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط، على غرار حلف شمال الأطلسي “الناتو”، تشترك فيه ما وصفها بـ”الدول التي تمتلك نفس التفكير”. مشدداً على أنه سيدعم هذا التحالف.
ولفت إلى أن رؤية مثل هذا التحالف العسكري “يجب أن تكون واضحة جداً، ودوره يجب أن يكون محدداً بشكل جيد، وإلا سيكون مربكاً للجميع”.
ومن المقرر أن يزور وزير الدفاع الأمريكي أوستن بعد وصوله إلى عمّان إسرائيل ومصر، “في عرض للدعم لحلفاء واشنطن الإقليميين الرئيسيين في مواجهة التهديد المتزايد الذي تشكله إيران”، وفق “رويترز”.
وكتب على “تويتر” قبل مغادرته أنه سيلتقي بالقادة الرئيسيين و “يعيد تأكيد التزام الولايات المتحدة بالاستقرار الإقليمي، وتعزيز المصالح المشتركة لحلفائنا وشركائنا”.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية قبل الزيارة إن المناقشات ستركز على التهديد المتزايد الذي تشكله إيران على الاستقرار الإقليمي، وعلى تعزيز التعاون الأمني متعدد الأطراف مع الدفاعات الجوية والصاروخية المتكاملة.