الأزمة الروسية- الأوكرانية..دول غربية تتسابق لمنع “غزو كارثي”
تشهد روسيا وأوكرانيا زيارات من زعماء دول غربية، بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا، لمنع تفاقم الأزمة بين البلدين الجارين، وسط مخاوف من غزو عسكري ستكون عواقبه “وخيمة” حسب عواصم غربية.
وعقب الزيارة التي أجراها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى موسكو وكييف، أمس الثلاثاء، أعلنت وزيرة الخارجية البريطاني، ليز تروس، أنها ستزور موسكو، اليوم الأربعاء، للقاء نظيرها الروسي، سيرجي لافروف.
وقالت تروس إنها ستنقل خلال زيارتها رسالة “واضحة” بأن أي غزو روسي لدولة ذات سيادة “ستكون له عواقب وخيمة على جميع الأطراف المعنية”.
وأضافت حسبما نقلت صحيفة “ذا تلغراف” عنها: “يجب ألا يساور روسيا شك بشأن قوة ردنا والأثمان الباهظة التي ستشمل حزمة عقوبات منسقة”، داعية موسكو إلى وقف التصعيد واختيار طريق الدبلوماسية.
وتتصاعد حدة التهديدات حول أزمة أوكرانيا، بين روسيا من جهة، وأمريكا مع حلفائها الغربيين من جهة أُخرى، وسط تحذيرات من إمكانية الغزو الروسي المحتمل والإطاحة بحكومة كييف خلال 48 ساعة.
وكشفت مصادر استخباراتية أمريكية حديثة، أن روسيا كثفت استعداداتها لغزو واسع النطاق لأوكرانيا، و”بات لديها بالفعل 70% من القوة اللازمة لتنفيذ عملية كهذه”.
تلك التطورات دفعت الدول الغربية لتكثيف زيارتها نحو روسيا لمنع تفاقم الأوضاع، إذ أجرى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، زيارة لموسكو وكييف، أمس الأربعاء، التقى خلالها زعيمي الدولتين.
الكرملين أعلن أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يعطِ أي وعود لنظيره الفرنسي حول التحركات العسكرية، فيما أكد ماكرون عقب زيارته أن “خطر التصعيد لا يزال قائماً”.
وكذلك التقى ماكرون بنظيره الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي، عقب لقائه بوتين، مشيراً إلى أنه بات بالإمكان إجراء محادثات بين الجانين الروسي والأوكراني، ومواصلة تنفيذ اتفاقية “مينسك” التي تنص على ضمان استقلال أوكرانيا.
أزمة أوكرانيا..حكومات غربية ترفع نبرة التهديد وروسيا تناور عسكرياً
بموازاة ذلك، أجرت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، زيارة إلى إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، أمس الثلاثاء، للاطلاع على الوضع على الحدود الأوكرانية- الروسية.
وقالت بيربوك: “سنعمل كل ما يلزم لضمان عدم حدوث مزيد من التصعيد”، وأضافت “نحن نقف بدون أي تردد مع وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها”.
ويتهم الغرب روسيا بالتخطيط لغزو أوكرانيا من أجل ضم مناطق جديدة لحدودها، فيما تقول روسيا إنها لن تغزو أوكرانيا في حال حصلت على تعهد من “حلف الناتو” بعدم ضم أوكرانيا إلى عضويته.
وتتخوف الدول الأوروبية من تكرار سيناريو القرم عام 2014، إذ ضمت روسيا شبه الجزيرة بعد الإطاحة بالرئيس السابق بترو بوروشنكو.
كما سيطر انفصاليون مدعومون من روسيا عام 2014، على أجزاء من الأراضي الشرقية لأوكرانيا.