أفردت الصحافة الغربية مساحات واسعة للحديث عن الأزمة الاقتصادية التي يعيشها نظام الأسد، والمتمثلة بانهيار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، وارتفاع السلع الغذائية التي يحتاجها المواطنون بشكل يومي، ولاسيما مع قرب تطبيق “قانون قيصر”، والذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ، بعد أربعة أيام.
وعلى الرغم من “التطمينات” التي يطلقها نظام الأسد، كخطوة لتهدئة الشارع السوري، تستمر الاحتجاجات الشعبية ضده، أبرزها في مدينة السويداء، والتي شهدت اليوم السبت، مظاهرات خرجت من ساحة السير واتجهت نحو “دوار المشنقة”، وطالب فيها المتظاهرون بإسقاط نظام الأسد، ودعوا للإفراج عن المعتقلين.
وبحسب ما رصدت “السورية.نت” في الصحف الأجنبية، اليوم، أجمعت غالبيتها على أن نظام الأسد مقبل على “أزمة اقتصادية غير مسبوقة”، على أن تشتد وتيرتها، الأربعاء المقبل، في أولى أيام تطبيق قانون “قيصر”.
العقوبات تهز سورية وتعجل من الانهيار
البداية من صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، والتي نشرت مقالاً، أمس الجمعة، تحت عنوان “العقوبات الأمريكية التي اقترب فرضها على سورية تهزها وتعجل من انهيارها اقتصادياً“.
تطرقت الصحيفة إلى المظاهرات الشعبية التي تشهدها محافظة السويداء، وقالت إن سورية تشهد في الوقت الحالي حالة خوف والترقب من إغلاق كل الأبواب أمامها، مشيرةً إلى أن البلاد “تتهاوى تحت وطأة العقوبات الغربية التي فرضت عليها منذ سنوات، وكذلك بسبب فساد الحكومة وحالة الاقتتال الداخلي، وبسبب جائحة كورونا وتدهور الاقتصاد الذي زاد من وضعه سوءاً الأزمة المالية التي عصفت بلبنان”.
وبحسب الصحيفة: “تواجه سورية اليوم عزلة شبه كاملة، وذلك مع اقتراب فرض أقسى عقوبات أمريكية، والتي ستدخل حيز التنفيذ خلال الأسبوع المقبل”.
وفي الوقت الذي ظهر فيه الأسد وقد كسب الحرب عسكرياً وتغلب على معارضيه، تضيف الصحيفة أنه “بات يواجه الآن تحدياً أكبر من ذي قبل يهدد حكمه، وذلك بعدما أصبح أكثر من 80% من شعبه يعيش تحت خط الفقر”.
“الربيع السوري” يتجدد
صحيفة “الغارديان” البريطانية أفردت مساحة واسعة للحديث عن الأزمة الاقتصادية التي يعيشها نظام الأسد أيضاً، وتغطية شبه يومية.
ونشرت الصحيفة مقالاً، اليوم السبت، تحدثت فيه عن مظاهرات السويداء، وعن الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها السوريون في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد.
وبحسب الصحيفة، فإن الطعام في سورية الآن أصبح أكثر تكلفة من أي وقت آخر، “مما أثار مشاهد تذكّر باحتجاجات الربيع العربي لعام 2011 في شوارع مدينة السويداء الموالية للحكومة هذا الأسبوع”.
وأضافت أن “الأسد انتصر في حرب سورية، لكنه يكافح حالياص على جبهات عديدة أخرى، بما في ذلك تهديد الفيروس التاجي، والعداء مع أغنى رجل في سورية، وابن عمه رامي مخلوف، وتحقيق التوازن بين المصالح المتباينة لمؤيديه في موسكو وطهران”.
ومع ذلك، فإن أكبر مشكلة يواجهها بشار الأسد، بحسب الصحيفة “هي الاضطراب المالي المجاور في لبنان، والذي ساعد على دفع الاقتصاد السوري إلى الانهيار (…) قد تكون العقوبات الأمريكية الجديدة ضد نظامه التي تدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل مدمرة”.
الأسد يواجه ضغوطاً متزايدة
إلى جانب ما سبق تطرقت صحيفة “وول ستريت جورنال” لما تعيشه سورية في الوقت الحالي، ونشرت مقالاً اليوم عنونته بـ”الأسد السوري يواجه ضغوطاً متزايدة من الشارع بسبب تدهور الاقتصاد“.
وقالت الصحيفة: “نادراً ما تظهر المظاهرات في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، محطمة أحد المحرمات على الانتقادات المباشرة للنظام مع تفاقم أزمة العملة السورية”.
وأضافت أن احتجاجات متفرقة سيطرت على الجو العام لسورية، وسط غضب متزايد على الاقتصاد المتدهور، و”اختبار سلطة الرئيس بشار الأسد وهو يحاول تعزيز سلطته بعد تسع سنوات من الصراع”.
وخلال الأسبوع الماضي، تابعت الصحيفة: “خرج المتظاهرون في مدينة السويداء الجنوبية إلى الشوارع وهم يهتفون ضد الأسد، ودعا البعض إلى إسقاط نظام الأسد، وهي عبارة نادراً ما تُسمع في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة”.
“هل الأسد السوري على الحافة”؟
مجلة “فورن بوليسي” الأمريكية نشرت مقالاً، اليوم السبت عنونته بتساؤل: “هل الأسد السوري على الحافة“؟
وقالت الصحيفة إن “العقوبات الأمريكية الجديدة تدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل، مما يهدد اقتصاد البلاد الهش ويوجه ضربة جديدة للنظام”.
واعتبرت “فورن بوليسي” أنه من المقرر أن يتعرض الاقتصاد السوري المنهار لضربة أخرى يوم الأربعاء المقبل ، عندما تدخل العقوبات الأمريكية الجديدة حيز التنفيذ، والتي ستفرض عقوبات ضد أي فاعل عالمي يتعامل مع نظام الأسد.
وأوضحت الصحيفة أن “قانون قيصر”، الذي حصل على دعم من الحزبين في الكونجرس وتم تمريره كجزء من مشروع قانون الإنفاق الدفاعي السنوي، يضع العقوبات الأكثر قوةً على نظام الأسد، منذ عام 2011.
وأشارت إلى أن العقوبات التي سيفرضها “قيصر” تهدف إلى “الضغط على الأسد المحاصر من أجل تفعيل إصلاحات حقوق الإنسان”.