النظام يرفض جميع طعون انتخابات مجلس الشعب: لم تستوفِ الشروط
رفضت المحكمة الدستورية العليا، التابعة للنظام، جميع الطعون الخاصة بانتخابات مجلس الشعب، التي جرت مؤخراً، بحجة عدم استيفائها الشروط القانونية.
وقال رئيس المحكمة، محمد جهاد اللحام، اليوم الخميس، إن جميع الطعون التي تلقتها المحكمة تم ردها شكلاً لعدم استيفائها الشروط المنصوص عليها في قانون المحكمة الدستورية العليا، حسبما نقلت “الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون” الحكومية عنه.
وأضاف اللحام أن الطعون المقدمة لم تكن مرفقة بأي وثيقة أو أدلة ثبت صحة إدعاء صاحبها، على حد قوله، مشيراً إلى أن ما شملته في لائحة الطعن لا يصلح لأن يكون محلاً للطعن في نتيجة الانتخابات، ولا يُقدم أمام المحكمة الدستورية العليا، وهذا ما جعل تلك الطعون مستوجبة عدم القبول شكلاً.
وكانت نتائج انتخابات مجلس الشعب، التي أجراها النظام في 19 يوليو/ تموز الجاري، أثارت انتقادات عدة، خاصة في الأوساط الموالية، بسبب “استبعاد” من يعتبرون أنفسهم “شخصيات وطنية” وفوز آخرين على حسابهم.
ومن بين المعترضين على نتائج الانتخابات رئيس غرف الصناعة والعضو السابق في مجلس الشعب، فارس شهابي، الذي هاجم الانتخابات التشريعية، متحدثاً عن “منظومة فساد” رافقت العملية الانتخابية.
وقال شهابي في منشورات له عبر صفحته في “فيس بوك”، اليوم الثلاثاء، إنه خسر مقعده في مجلس الشعب بسبب رفضه الطاعة العمياء لمنظومة الفساد المتنامية، على حد تعبيره، مضيفاً: “الرسالة كانت واضحة، إما الطاعة العمياء لمنظومة الفساد المتنامية، أو الإقصاء والعقاب”.
وتحدث شهابي، الذي خسر مقعده مؤخراً في مجلس الشعب، عن توظيف المليارات من سرقة النفط للفوز بالانتخابات، في اتهام مبطن للفائز بانتخابات مجلس الشعب حسام قاطرجي، المعروف بهيمنته على قطاع النفط في سورية، ويملك نفوذاً في نظام الأسد.
فيما وجه ناشطون موالون انتقادات للانتخابات، معتبرين أن مجلس الشعب امتلأ بقادة “المليشيات” المحلية، بعد فوز ما لا يقل عن خمسة قادة بالانتخابات، إلى جانب الحديث عن تزوير النتائج وإجبار المواطنين على الإدلاء بأصواتهم.
ويأتي إجراء انتخابات مجلس الشعب في ظل تطورات تشهدها الساحة السورية على الصعيد العسكري والسياسي، ولاسيما عقب دخول “قانون قيصر” حيز التنفيذ، وإصرار أمريكا والدول الغربية على حلٍ سياسي لسورية، وفق قرار مجلس الأمن 2254، والذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالية، وإجراء انتخابات “نزيهة”، برعاية الأمم المتحدة.
وكانت وسائل إعلام أجنبية سلطت الضوء على انتخابات مجلس الشعب التي أجراها نظام الأسد، قبل يومين، ووصفتها بأنها “مسرحية” و“غير نزيهة” وستُنتج “هيئة موالية” لرئيس النظام، بشار الأسد.