رفض نظام الأسد مخرجات مؤتمر “بروكسل” حول دعم مستقبل سورية، الذي انعقد أمس الثلاثاء، معتبراً أنه “تدخل سافر”.
ونقلت وكالة أنباء النظام “سانا” عن مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين في حكومة الأسد، اليوم الأربعاء، أن مؤتمر بروكسل وغيره من المؤتمرات يعتبر “تدخلاً سافراً” في الشأن الداخلي السوري، منتقداً سياسة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تجاه النظام.
وقال: “إن الجمهورية العربية السورية إذ تشجب مثل هذه المؤتمرات فإنها تعتبرها تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي السوري، والذي هو من صلاحية واختصاص السوريين وحكومتهم الشرعية، وتؤكد أن المساعدة الوحيدة التي يمكن لهذه الأنظمة تقديمها للسوريين تتمثل في التوقف عن دعم الإرهاب، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 2253 الخاص بمكافحة الإرهاب واحترام سيادة سورية وعدم التدخل في شؤونها”.
وكانت أعمال مؤتمر بروكسل بنسخته الرابعة انتهت، أمس الثلاثاء، بتعهدات وصلت قيمتها إلى 7.7 مليارات دولار أمريكي لدعم السوريين المحتاجين للمساعدات، داخل سورية وفي دول الجوار.
وانعقد “بروكسل” بمشاركة 80 دولة ومؤسسة غير حكومية، وبرعاية الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وسط غياب النظام، حيث لم تُوجَّه أي دعوة رسمية لنظام الأسد خلال النسخ الأربعة من المؤتمر، وكذلك لم تُوجه دعوات رسمية لممثلي المعارضة السورية.
ويناقش المؤتمر عادةً الاحتياجات الإنسانية في سورية، ودعم الحكومات المجاورة لها والتي تستضيف لاجئين سوريين، حيث تُعلن الدول المشاركة خلاله عن تعهدات مالية “لدعم مستقبل سورية”.
وحسب البيان الختامي للمؤتمر، نشره موقع الاتحاد الأوروبي، بلغت قيمة التعهدات لكل من سورية والمنطقة التي تقم لاجئين سوريين، 5.5 مليار دولار أمريكي (4.9 مليار يورو) لعام 2020، وتعهدات متعددة السنوات تقارب 2.2 مليار دولار أمريكي (2 مليار يورو) لعام 2021 وما بعده.
وأعلنت المؤسسات المالية الدولية والمانحون، حوالي 6.7 مليار دولار (6 مليار يورو) على شكل قروض بشروط ميسرة، حسب البيان.
ولاقت نتائج مؤتمر “بروكسل 4” ترحيباً دولياً، على اعتبار أنه خرج بأرقام غير مسبوقة فاقت النسخ الثلاث السابقة من المؤتمر، وسط دعوات للالتزام بتقديم تلك التعهدات.
وكان المانحون الدوليون تعهدوا في مؤتمر بروكسل بنسخته الثالثة، بمبلغ 6.2 يورو (7 مليارات دولار أمريكي)، كما تعهدوا في “بروكسل 2” بـ 3.5 مليار يورو (4.4 مليار دولار)، وفي “بروكسل 1” الذي انطلق في 2017، بـ 5.6 مليارات يورو، (ما يعادل 6 مليارات دولار).
يُشار إلى أن الاتحاد الأوروبي جدد مؤخراً رفضه تقديم أي دعم لنظام الأسد، خاصة في مسألة إعادة الإعمار، مشترطاً قبول النظام بالدخول في مفاوضات سياسية جادة، وإيقاف عملياته “القمعية” ضد السوريين.