الأسد يصدر “عفواً عاماً” بعد تسريب شهادات وفاة لمعتقلين بسجونه

أصدر رأس النظام السوري مرسوماً، اليوم الأربعاء، يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ اليوم الموافق لـ 21/12/2022.

وجاء في المرسوم رقم “24”، أن العفو يشمل الجرائم العسكرية، ومن بينها جريمة الفرار الداخلي والخارجي، ويكون عفواً عن كامل العقوبة المنصوص عليها في قانون العقوبات العسكرية.

ولا يشمل العفو المتوارين عن الأنظار والفارين، إلا إذا سلموا أنفسهم خلال ثلاثة أشهر بالنسبة للفرار الداخلي، وأربعة أشهر بالنسبة للفرار الخارجي.

كما يشمل العفو الجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ اليوم، مع وجود استثناءات في بعض المواد من قانون العقوبات.

للاطلاع على المرسوم كاملاً اضغط هنا

وجاء فيه: “إذا كانت الدعوى العامة لم يتم تحريكها أو كانت في طور المحاكمة لا يتم الاستفادة من العفو إلا بوجود إسقاط حق شخصي، وللمضرور دفع سلفة الادعاء خلال ثلاثين يوماً من نفاذ هذا المرسوم التشريعي”.

شهادات وفاة لمعتقلين

ويأتي العفو الصادر اليوم بعد يوم من تسريب شهادات وفاة لمئات المعتقلين والمغيبين قسرياً في سجون النظام السوري، بينهم 15 طفلاً و19 امرأة.

وقالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، إنها حصلت على 547 شهادة وفاة لمعتقلين أصدرتها سلطات النظام منذ عام 2017، وحصلت عليها الشبكة من مصادر داخلية في الإدارات الحكومية التابعة للنظام.

وأضافت في تقرير لها، أمس الثلاثاء، أنها طابقت الأسماء المذكورة في شهادات الوفاة مع قوائم المعتقلين لدى النظام، وتبين أنها مطابقة، مشيرة إلى عدم ذكر أسباب الوفاة في جميع تلك الشهادات، فيما تم تحديد مكان الوفاة في المستشفيات العسكرية أو المحاكم العسكرية.

وطالت انتقادات حقوقية، قوانين العفو الصادرة من قبل الأسد، مشيرة إلى أنها تأتي لـ”تحسين صورة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”، التي ارتكبها بحق السوريين، منذ عام 2011.

الإفراج عن 6% من المعتقلين

قالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إن النظام السوري أفرج عن 6% فقط من المعتقلين في سجونه، عبر مراسيم العفو التي أصدرها خلال السنوات الماضية.

وأصدرت الشبكة تقريراً في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تحت عنوان “تحليل لكافة مراسيم العفو التي أصدرها النظام السوري منذ آذار 2011 حتى تشرين الأول 2022″، رصدت خلاله إصدار نظام الأسد 21 مرسوم عفو على مدى تلك السنوات، باستثناء المرسوم الصادر اليوم.

وبحسب التقرير فإن النظام أفرج عن 7351 معتقلاً فقط خلال مراسيم “العفو” التي أصدرها، فيما لا يزال قرابة 135 ألفاً و253 معتقلاً محتجزين في سجونه بطريقة تعسفية ومغيبين قسرياً.

واستعرض التقرير مراسيم العفو الصادرة عن رأس النظام بشار الأسد، وعددها 21 مرسوماً، 11 منها عفو شامل وعام وجزئي، و10 خاصة بالجرائم العسكرية والتي استهدفت العسكريين بشكل أساسي.

وفي تفاصيل التقرير، أفرج النظام عن 7351 شخصاً (6086 مدنياً و1265 عسكرياً)، ومن بين المدنيين المفرج عنهم 349 سيدة، و159 شخصاً كانوا أطفالاً حين تم اعتقالهم.

ولا يزال قرابة 136 ألف شخص مغيبين قسرياً في سجون النظام، بينهم 3684 طفلاً و8469 سيدة، منذ مارس/ آذار 2011 حتى أغسطس/ آب 2022، رغم صدور مراسيم عفو.