“الأشيب بدل الطباخ”.. من هو رجل بوتين الجديد لقيادة “فاغنر”؟
يتجه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين لإعادة ضبط مجموعة المرتزقة “فاغنر” بعد شهر من مصرع زعيمها يفغيني بريغوجين، وذكر بيان رسمي أنه اتخذ خطوة عيّن من خلالها رجلاً جديداً لقيادة مهمة تتعلق بتدريب العناصر في أوكرانيا على القتال.
وأعلن الكرملين، اليوم الجمعة، أن بوتين التقى مساعد بريغوجين لمجموعة “فاغنر” العسكرية أندريه تروشيف، وطلب منه “تدريب متطوعين للقتال في أوكرانيا”.
كما ناقش معه أيضاً “سبل استخدام الوحدات القتالية التطوعية” في حرب أوكرانيا.
ووفقاً لما نقلته وكالة “ريا نوفوستي” للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، فإن تروشيف “يعمل الآن لدى وزارة الدفاع الروسية بصفة رسمية”، بعد أن كان مساعداً لزعيم المرتزقة بريغوجين.
ويُعتقد أن “تروشيف”، وهو مقدم سابق في وزارة الشؤون الداخلية الروسية، كان “جهة الاتصال الرئيسية بين بريغوجين ووزارة الدفاع”، خلال الحرب في أوكرانيا.
من هو “الأشيب”؟
“سيدوي” أو “الشعر الرمادي” أي “الأشيب” هو الاسم الحركي لأندريه تروشيف القائد البارز في مجموعة “فاغنر”، وفقاً لما ورد في وثائق عقوبات صادرة عن الاتحاد الأوروبي ووثائق رسمية فرنسية ومصادر مطلعة وتقارير إعلامية روسية.
وتوضح عقوبات الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالوضع في سورية موقف تروشيف كرئيس أركان عمليات مجموعة “فاغنر“، التي دعمت نظام الأسد.
ولد تروشيف في نيسان/أبريل 1953 في لينينغراد في الاتحاد السوفياتي السابق، بموجب عقوبات الاتحاد الأوروبي اعتباراً من كانون الأول/ديسمبر 2021.
ويشير الاتحاد الأوروبي إلى أنه “متورط بشكل مباشر في العمليات العسكرية لمجموعة فاغنر في سورية”، وخاصة في محافظة دير الزور.
وعلى هذا النحو، “فهو يقدم مساهمة حاسمة في المجهود الحربي لبشار الأسد، وبالتالي يدعم النظام السوري ويستفيد منه”، وفق ما أورد الاتحاد الأوروبي سابقاً.
وذكرت صحيفة “كوميرسانت” الروسية، الجمعة، أنه بعد أيام قليلة من تمرد “فاغنر” الأخير، عرض بوتين على المرتزقة الفرصة لمواصلة القتال، لكنه اقترح أن يتولى تروشيف المسؤولية خلفا لبريغوجين.
وقال بوتين: “أنت كنت تقاتل بنفسك في المجموعة منذ أكثر من عام، وتعرف ما هو المطلوب منك من خلال إيجاد الحلول المسبقة للإشكالات (في أرض المعركة) حتى تسير الأعمال القتالية بأفضل الطرق وأكثرها نجاحاً”.
ويعد تروشيف من المقاتلين المرتزقة المخضرمين في القوات الروسية، وشارك في حروب روسيا في أفغانستان والشيشان، ويتحدر من مدينة سان بطرسبرغ، مسقط رأس بوتين، والتقطت له عدة صور برفقته.
ولخدمته في أفغانستان، حصل “تروشيف” على وسام النجمة الحمراء – وسام الاتحاد السوفيتي للخدمة الاستثنائية.
ونظراً لعملياته في الشيشان، حصل على وسام الشجاعة وميدالية الاستحقاق للوطن من الدرجة الثانية، بحسب وسائل الإعلام الروسية.
وكان “الأشيب” أيضاً من بين المدعوين لحضور حفل استقبال في الكرملين في ديسمبر 2016، وظهرت صورة حينها، وتظهر بوتين إلى جانب تروشيف وديميتري أوتكين (الذي لقي مصرعه مع بريغوجين)، وكلاهما يرتديان عدة ميداليات.
“مهام سابقة”
وقبل انضمامه إلى “فاغنر”، كان تروشيف قد خدم أيضاً في وحدة الرد السريع الخاصة (SOBR) وشرطة مكافحة الشغب التابعة لوزارة الشؤون الداخلية الروسية في المنطقة الفيدرالية الشمالية الغربية، وهي وحدة تدمج مهامها شبه العسكرية مع شرطة مكافحة الشغب لتقويض الاحتجاجات المناهضة للحكومة بعنف.
ويُعتقد أنه لعب دوراً بارزاً في معارك المجموعة للاستيلاء على مدينة “باخموت” العصية شرق أوكرانيا، في أطول معارك الحرب الدائرة وأكثرها دموية.
كما يرد اسمه دائماً ضمن أبرز الموقعين على النداءات الجماهيرية التي توجهها هياكل “فاغنر” لعموم الشعب الروسي لحث الجميع على الانضمام إلى المجموعة والقتال دفاعاً عن موسكو ومصالحها.