نشر موقع “الحرة الأمريكي“، تحقيقاً مشتركاً مع صحيفة “جيروزاليم بوست”، كشف فيه مقتل عاملين في المجال الإنساني في سورية.
وقال التحقيق الذي نُشر اليوم الخميس، إن العاملين قتلا عام 2016، بقصف لقوات الأسد، استهدف قافلة إغاثة بين محافظتي حمص وحلب كانا ضمنها.
واستند التحقيق على مراسلات وشهادات، أظهرت أن مسؤولين في الأمم المتحدة لم يعلنا عن مضمون رسالة داخلية للمنظمة، تقول إن ضربات قوات الأسد العسكرية، قتلت اثنين من عمال الإغاثة.
والمسؤولان المقصودان هما، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين، والمستشار الخاص لمبعوث الأمم المتحدة لسورية، يان ايغلاند.
كما حذفت الأمم المتحدة من حسابها على شبكة الإنترنت، مؤتمراً صحفياً عُقد في جنيف بتاريخ 28 أبريل/ نيسان 2016، أشار فيه مترجم عربي إلى مقتل شخص خلال مهمة إغاثة.
وحذفت الأمم المتحدة الفيديو عند مواجهتها بإخفاقها في الكشف عن مقتل العاملين، وذلك بعد إرسال استفسارات صحفية إليها في يونيو/ حزيران 2021.
كما رفضت المنظمة الدولية، توضيح سبب سحبها الفيديو بعد وقت قصير من إرسال الاستفسارات بشأن عدم ذكر حالتي القتل في سورية.
لكن حسب نسخة مكتوبة من نص المؤتمر الصحفي، منشورة على موقع “ريليف ويب”، قال إيغلاند إن إحدى القوافل الثلاث التي كانت تنظمها الأمم المتحدة حينها “أصيبت بقذيفة هاون، واضطرت أخرى للتوقف عدة مرات بسبب غارات جوية على الطريق وفي الأماكن التي ذهبتا إليها”.
وقال أحد مسؤولي الأمم المتحدة (طلب عدم الكشف عن هويته، خوفاً من الانتقام الوظيفي)، إن مراجعة رسائل داخلية للأمم المتحدة كشفت مقتل اثنين من عمال الإغاثة في 25 أبريل 2016.
وقدم حينها وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين، بياناً حول الوضع في سورية إلى مجلس الأمن في نيويورك، جاء فيه أن “قذيفة هاون سقطت أمام إحدى المركبات في القافلة المتجهة إلى الرستن، مما أدى إلى إصابة السائق ومقتل مدني”، ولم يتحدث أوبراين عن مقتل عاملي الإغاثة.
ورد أوبراين على تساؤلات طرحت عليه من قبل فريق التحقيق، بقوله “لقد قدمت الحقائق الكاملة، كما كنت أعرفها، وقت الإدلاء بالبيان، وكان فريق عملي في نيويورك على علم بها”.
وأوضحت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فانيسا هوغينين، أن جميع التقارير بشأن الهجمات التي تتعرض لها القوافل الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني في سورية متاحة.
لكن تقارير (OCHA) العامة التي تغطي الفترة الزمنية لموضوع التحقيق، أظهرت أن المنظمة لم تذكر مقتل عاملي الإغاثة.
وفسر مصدر من الأمم المتحدة سبب ما فعلته المنظمة الدولية بإخفاء مقتل عاملي الإغاثة، بأنها إذا كانت ستبلغ عن مثل هذه الحوادث، فلن يسمح لها النظام وحلفائه بالعمل في سورية.