الأمم المتحدة تعلن “التفاهم” مع النظام حول مساعدات “باب الهوى”
أعلنت الأمم المتحدة، في وقت متأخر أمس الثلاثاء، أنها توصلت لاتفاق مع النظام السوري حول تمديد إيصال المساعدات لشمال غرب سورية، عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
ونقلت وكالة “أسوشيتيد برس” عن نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، قوله إن النظام وافق على إعادة فتح معبر باب الهوى أمام المساعدات، مدة ستة أشهر.
وأضاف أنه تم التوصل لهذا “التفاهم” بعد محادثات بين منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، ومسؤولين في نظام الأسد.
ولم يذكر المسؤول الأممي شيئاً عن الشروط المسبقة التي كان النظام قد وضعها لقاء موافقته على إعادة فتح المعبر.
من جانبها، نشرت وكالة “تاس” الروسية رسالة صادرة عن الأمم المتحدة، جاء فيها أن الأخيرة “ترحب بالتفاهم الذي توصلت إليه مع السلطات السورية”.
والذي ينص على “مواصلة استخدام معبر باب الهوى خلال الأشهر الستة المقبلة، لإيصال المساعدات الإنسانية إلى ملايين الأشخاص في شمال غرب سورية”.
ولم تحدد الأمم المتحدة في رسالتها شروط الاتفاق أيضاً.
وكانت آلية المساعدات العابرة للحدود إلى شمال غرب سورية قد توقفت منذ شهر.
وذلك بعد استخدام روسيا “حق النقض” (الفيتو) ضد مشروع قرار يسمح بإيصال المساعدات لتسعة أشهر.
لكن النظام أعلن بشكل “مفاجئ” موافقته على تمديد إيصال المساعدات عبر باب الهوى مدة ستة أشهر، وبشروط.
ورفضت الأمم المتحدة شروط النظام، مشيرة إلى أنها “غير مقبولة”.
إذ اشترط النظام إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري على عملية إيصال المساعدات لشمال غرب سورية.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة “يجب ألا تتواصل مع المنظمات والجماعات الإرهابية في شمال غرب سورية”، حسبما نقلت وكالة “رويترز”.
تمديد فتح المعبرين
بموازاة ذلك، قالت الأمم المتحدة إن النظام السوري وافق على إبقاء معبري الراعي وباب السلامة مفتوحين، مدة 3 أشهر إضافية.
وأضافت أن المعبرين سيبقيان مفتوحين أمام المساعدات الإنسانية حتى 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
وكان النظام سمح بدخول المساعدات من معبري باب السلامة والراعي عقب زلزال فبراير/ شباط الماضي، وتنتهي الصلاحية بعد 4 أيام.
واعتبرت تقارير غربية أن النظام استغل الزلزال لتحقيق أهداف سياسية، ووجد فيه فرصة للخروج من عزلته الدولية.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” في تقرير لها، في شباط الماضي، عن مدير برنامج سورية في معهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، قوله إن فتح معابر إضافية في مناطق شمال غربي سورية “يأتي لصالح الأسد سياسياً”.
وأضاف أن النظام “أثبت للعالم أن الأمم المتحدة غير مستعدة لفعل أي شيء في سورية دون إذن منه”.
ويبلغ عدد سكان شمال غرب سورية أكثر من أربعة ملايين شخص، يعيش معظمهم في مخيمات، ويعتمدون على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.
وصدرت تحذيرات، خلال الأيام الماضية، من منظمات إنسانية وإغاثية من توقف إدخال المساعدات، وعواقب ذلك على السكان.