قال وكيل الشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث إن “الدمار الذي شهدته سورية لا مثيل له في التاريخ المعاصر”.
وجاء كلام غريفيث خلال جلسة لمجلس الأمن، عقدت الخميس، لبحث الوضع السياسي والإنساني والأمني في سورية، بالتزامن مع الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية.
وأضاف غريفيث: “قتل أكثر من 350 ألف شخص، ونزح نحو 14 مليون عن ديارهم. تم تدمير الخدمات الأساسية. خمسة ملايين طفل ولدوا منذ بداية الصراع لم يعرفوا شيئا سوى المشقة. هذه أرقام مهولة”.
وأكد المسؤول الأممي أن “المدنيين لا يزالون يقتلون ويصابون بعدة مناطق”، وفي شهر فبراير/ شباط الماضي وحده، قتل 18 مدنياً في شمال غرب سورية، وفقا لمكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان.
واستمع مجلس الأمن أيضاً إلى إحاطات من المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، الذي أكد أنه “ليس بوسع أي مجموعة في سورية أن تحدد نتيجة هذا النزاع”، واصفاً الحل العسكري بأنه “وهم”.
وقال بيدرسون إنه يواصل مشاوراته مع كل الأطراف، لافتاً الانتباه إلى إجراء مشاورات في جنيف، خلال هذا الشهر، مع مبعوثي عدد من الدول، فضلاً عن سفره إلى العاصمة الأمريكية واشنطن للالتقاء بمسؤولي عدد من الدول، برعاية الولايات المتحدة.
ويعاني 12 مليون شخص في سورية من انعدام الأمن الغذائي، وهم معرضون لخطر تردي الوضع الإنساني بشكل أكبر.
ووصل سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار إلى مستويات منخفضة قياسية، مما قلص قوتها الشرائية، وفقا للأمم المتحدة.
وبحسب غريفيث: “يحتاج 14.6 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، وهو رقم أعلى من أي وقت مضى منذ بداية الصراع”، مؤكداً أن “تدهور الأزمة الاقتصادية يفاقم الحاجة لتلبية الاحتياجات الإنسانية”.
ويتحمل نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين مسؤولية ما وصلت إليه البلاد، سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية والعسكرية.
وعلى مدار السنوات الماضية لم يقدم نظام الأسد أي تنازلات في سبيل التوصل للحل السياسي بموجب قرار مجلس الأمن 2254.
وفي المقابل واصلت قواته عمليات استهداف المناطق الخارجة عن سيطرته.
وقُتل ما لا يقل عن 228 ألفاً و647 مدنياً، بينهم 29 ألفاً و741 طفلاً، و16 ألفاً و228 سيدة (أنثى بالغة) على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سورية منذ مارس 2011 حتى مارس 2022، بحسب ما وثّقته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
وقُتل 200 ألف و367 على يد قوات النظام السوري، بينهم 22 ألفاً و941 طفلاً، و11 ألفاً و952 سيدة، فيما قتلت القوات الروسية الحليفة للأسد ستة آلاف و928 مدنيًا، بينهم ألفان و42 طفلاً، و977 سيدة.