الأول من نوعه.. مشروع لدعم “شجرة الزيتون” في إدلب (صور)
دفع تراجع إنتاج شجرة الزيتون عدداً من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الفاعلة في منطقة شمالي غربي سورية إلى التحرّك لدعم المحصول الذي يوصف بـ”الاستراتيجي” لسكان محافظة إدلب.
وفي وقتٍ توقفت فيه سوية إنتاج محصول الشجرة، بسبب غياب الرعاية الزراعية خلال السنوات القليلة الماضية وشحّ الدعم المقدّم للمزارعين، يحضر مشروع “تنشيط سلسلة قيمة الزيتون” في عدة قرى من ريف المحافظة.
ويشمل المشروع الذي أطلقته منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية” أحد مؤسسات “المنتدى السوري”، مختلف مراحل نمو شجر الزيتون حتى الوصول إلى موسم جني المحصول، في 9 قرى من ثلاث مناطق في إدلب، مدعّماً بتدريبات من مختصين، وهو الأمر الذي يميزه على المستوى المحلي.
ويتوزع المشروع في قرى “مرتين، عيب شيب وفيلون” في منطقة إدلب، و”عريبا، وبسنيا وكفرحوم” في منطقة حارم، وقرى “إسقاط وأبو طلحة وكفرهند” في سلقين.
“تدريبات فنية”
اتّجه الفريق الزراعي في منظمة “إحسان” بمسارين تدريبين ضمن المشروع، الأول يشمل 1000 مستفيد في كل مرحلة من مراحله.
بينما يضم المسار الآخر ممثلين عن المجالس المحلية، ليكونوا استشاريين ومراجع للمزارعين المستفيدين.
عمار جنيد وهو قائد الفريق الزراعي في “إحسان”، يقول لـ”السورية.نت”، إنّ “تدريب TOT (تدريب مدرّبين)، يشمل تسعة ممثلين عن المجالس المحلية في القرى التي يشملها المشروع، لتطوير مهاراتهم في إدارة شجرة الزيتون”.
وعن المستفيدين، يوضح جنيد أنّ “هناك تدريبات دورية عن كل مدخل من مدخلات المشروع، ضمن صالات مخصصة في قرى وبلدات المشروع، حيث يتلقون فيها تدريبات تطوّر القدرات الفنية لإنتاج وخدمات الزيتون”.
ويشير جنيد إلى أن “تدريب المستفيدين يكون على ثلاثة مراحل في تواريخ مختلفة، ترافق كل مدخل من مدخلات المشروع”، لافتاً إلى أن “البداية كانت من حراثة الزيتون والتقليم وإنتاج الأسمدة العضوية”.
وبحسب جنيد، فإنّ “المرحلة الثانية من التدريبات تتناول مكافحة الآفات الزراعية وتقنيات الري التكميلية، والمرحلة الثالثة والأخيرة تشمل جني المحصول وتعبئته وتخزينه”.
ماذا وفر المشروع؟
يوضح جنيد أنّ خدمات ومدخلات المشروع شملت كيساً (50 كيلو غراماً) من السماد، إلى جانب منشار يدوي ومقص للتقليم، لكل مستفيد من المتستفيدين البالغ عددهم 1000.
وفي مرحلة ثانية من التوزيع، وفّر المشروع للمستفيدين مبيدات حشرية (لتر ونصف لكل مستفيد)، فيما سيوفر في مرحلة لاحقة مبيدات فطرية.
وعن الكميات التي أتاحها المشروع قائد الفريق الزراعي إنها مخصصة لمساحة 3 دونومات من “الزيتون” لكل مزارع، مبيناً أنّ “المشروع سيعمل على توفير أدوات جني محصول في نهايته”.
ويؤكد جنيد في ختام حديثه على “أهمية هذه الخطوة في وقتٍ تعاني منه شجرة الزيتون من إهمال كبير خلال السنوات القليلة، وسط دخل المزارع المحدود وارتفاع أسعار الأسمدة، ما أثر سلباً على موسم الإنتاج”.
“توقيت مناسب”
ويعتبر أحمد ذهاب وهو مزارع مستفيد في حديثٍ لـ”السورية.نت”، أن “المشروع جاء بتوقيت مناسب، وسط معاناته من الدخل المحدود وعدم القدرة على تحمّل مصاريف العناية بشجرة الزيتون من أسمدة وحراثة وجني محصول”.
ويضيف ذهّاب الذي يمتلك 50 شجرة زيتون في قرية أبو طلحة بريف إدلب، أنّ “الشجرة تشهد إهمالاً شديداً، نتيجة مستويات الفقر التي يعاني منها المزارعون، في ظل ضائقة معيشية عامة”.
ويتطلع ذات المتحدث إلى “مزيد من الدعم والعناية بشجرة الزيتون التي يعتمد عليها غالبية سكان قريته في معيشتهم، بما يشمل السماد والإرشاد الزراعي، للحصول على إنتاج زيت زيتون عالي الجودة”.
“تراجع في الإنتاج والتسويق”
في غضون ذلك يقول منذر درويش، وهو مدير البرنامج الزراعي والثروة الحيوانية، في منظمة “إحسان”، إنّ “المشروع يحمل أهمية استراتيجية كبيرة على اعتبار أن من 70 إلى 80 في المئة من سكان منطقة شمالي غربي سورية، يعتمدون على الزراعة وتحديداً شجرة الزيتون”.
وما يميزه أيضاً هو التغطية الكاملة لسلسلة حياة شجرة الزيتون، وهو ما يجعله المشروع الأول من نوعه في المنطقة، ضمن هذه الصورة المتكاملة.
ويتحدث درويش، لـ”السورية.نت”، عن حاجة المزارع لدعم يشمل مختلف المدخلات الزراعية من أسمدة ومبيدات وعملية جني المحصول، وصولاً إلى تسويق المنتج، والذي يعتبر تحدياً كبيراً، في ظل غياب شهادة “تحليل للمنتج”، ما يرتّب خسارة، مع تجاوز التكلفة الدخل المحقق.
ويضيف أنّ “القطاع الزراعي يعاني من غياب أجسام تنظيمية للعملية الزراعية ضمن المجالس المحلية، وأخرى داعمة للقطاع، الأمر الذي دفع مشروع “إحسان” إلى إطلاق تدريبات تقنية لممثلين عن المجالس المحلية، بهدف التعلم على الممارسات الزراعية الصحيحة.
وتبلغ مساحات زراعة شجرة الزيتون في سورية حوالي 690 ألف هكتار، وللشمال السوري نصيب منها بنسبة 80 بالمئة.