بررت أبو ظبي زيارة رأس النظام السوري، بشار الأسد إليها، والتي جرت أمس الجمعة بصورة مفاجئة، ودون مقدمات رسمية من كلا الطرفين.
وقال المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، اليوم السبت إن زيارة الأسد “تنطلق من توجه الإمارات الرامي إلى تكريس الدور العربي في الملف السوري”.
كما تأتي، بحسبه “من قناعة إماراتية بضرورة التواصل السياسي والانفتاح والحوار على مستوى الإقليم”، معتبراً أن “المرحلة تحتاج خطوات شجاعة لترسيخ الاستقرار والازدهار وضمان مستقبل المنطقة ورفاه شعوبها”.
وأضاف قرقاش عبر “تويتر”: “الإمارات مستمرة في انتهاج سياسة واقعية تجاه خفض التوترات، وتعزيز الدور العربي في مقاربة عملية لإيجاد حلول لأزمات المنطقة”.
وتابع: “إذ أن الظروف الإقليمية المعقدة تستوجب تبني منهجاً عملياً ومنطقياً، لا يقبل تهميش الجهود العربية الساعية لمواجهة التحديات وتجنب شرور الأزمات والفتن”.
الإمارات مستمرة في انتهاج سياسة واقعية تجاه خفض التوترات وتعزيز الدور العربي في مقاربة عملية لإيجاد حلول لأزمات المنطقة، إذ أن الظروف الإقليمية المعقدة تستوجب تبني منهجاً عملياً ومنطقياً لا يقبل تهميش الجهود العربية الساعية لمواجهة التحديات وتجنب شرور الأزمات والفتن 1/2
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) March 19, 2022
وكانت الخارجية الأمريكية قد عبرّت في بيان أمس عن “خيبة أمل عميقة ومقلقة من هذه المحاولة الواضحة لإضفاء الشرعية على بشار الأسد، الذي يظل مسؤولاً عن مقتل ومعاناة عدد لا يحصى من السوريين”.
وأضاف المتحدث باسمها، نيد برايس: “نحث الدول التي تفكر في التعامل مع نظام الأسد على أن تتذكر بعناية الفظائع المروعة التي فرضها النظام على السوريين على مدار العقد الماضي”.
بدوره قال “الائتلاف الوطني السوري” المعارض في بيان إن استقبال الإمارات رئيس النظام “يعدّ سابقة خطيرة وخروجاً عن قرارات الجامعة العربية، وخرقاً للعقوبات الدولية، ومكافأة لبشار الأسد على جرائمه، واستخفافاً بدماء مليون شهيد سوري”.
وأضاف البيان أن “القبول بالمجرم يعني قبول إجرامه، وهو الذي هجّر نصف هذا الشعب الأبي ودمر بلاده وفتح الحدود لكل الميليشيات الإرهابية، لا سيما ميليشيات إيران، التي وصلت نيرانها إلى الإمارات نفسها، من خلال الاستهداف الصاروخي المتكرر، لميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لنظام إيران”.
واللافت أن زيارة بشار الأسد إلى الإمارات تزامنت مع الذكرى الـ11 لانطلاق الثورة السورية، والتي قُتل خلالها ما لا يقل عن 228 ألفاً و647 مدنياً، بينهم 29 ألفاً و741 طفلاً، و16 ألفاً و228 سيدة (أنثى بالغة) على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سورية منذ مارس 2011 حتى مارس 2022، بحسب ما وثّقته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
وقُتل 200 ألف و367 على يد قوات النظام السوري، بينهم 22 ألفاً و941 طفلاً، و11 ألفاً و952 سيدة، فيما قتلت القوات الروسية الحليفة للأسد ستة آلاف و928 مدنيًا، بينهم ألفان و42 طفلاً، و977 سيدة.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت مقتل نحو 228 ألف مدنياً وتشريد قرابة 14 مليو، جلهم على يد النظام، منذ انطلاق الثورة في آذار 2011@SN4HRhttps://t.co/mygk8dbzeB
— العربي الجديد (@alaraby_ar) March 16, 2022