“الاستدارج” الأردني لمكافحة التهريب.. هل تعود عمّان لـ”الوسادات العسكرية”؟
مع تزايد عمليات التهريب من سورية إلى الأردن، والتي تصاعدت وتيرتها خلال الأسابيع الأخيرة، وسط تطور أساليب تهريب الأسلحة إلى جانب المخدرات، غيّرت عمّان من قواعد الاشتباكات واتبعت استراتيجية “الاستدراج”.
حسب مصادر لـ”الشرق الأوسط” فإن الجيش الأردني طور “مواجهته مع المهربين، واتبع استراتيجية إلقاء القبض عليهم واستدراجهم بدلاً من قتلهم من وراء الحدود”.
ومن خلال هذه الاستراتيجية، تمكن الجيش الأردني من إلقاء القبض على 15 مهرباً، الأسبوع الماضي، ما يعتبر “صيداً ثميناً” خاصة أن اعترافاتهم قد تكشف “خيوط عمليات التهريب”.
وعقب إلقاء القبض على المهربين نفذ الجيش الأردني عمليات عسكرية في الداخل السوري.
كما شن الطيران الأردني، خلال الأسبوعين الماضيين، غارات جوية على السويداء جنوب سورية، ما أدى إلى وقوع قتلى، بينهم مدنيون.
وكذلك نفذ الجيش الأردني عملية إنزال جوي داخل “المنطقة الحرة” شرق السويداء، الأسبوع الماضي.
وحسب بيان للجيش الأردني فإن قوة خاصة من الجيش والأجهزة الأمنية، “داهمت أوكار عدد من المهربين وتجار المخدرات بالقرب من المواقع الحدودية للمنطقة العسكرية الشرقية”.
وأكد البيان إلقاء القبض على 7 مطلوبين “على علاقة مع عصابات التهريب وتجار المخدرات”.
وحسب الصحيفة، فإنه من المرجح أن ينشر الإعلام الأردني جانباً من اعترافات المهربين القادمين من سورية.
ويبلغ طول الحدود السورية- الأردنية حوالي 370 كيلومتراً، وتمتد من منطقة وادي اليرموك التابعة لدرعا، وصولاً إلى المثلث العراقي- السوري- الأردني.
ويخضع الجزء الأكبر منها لسيطرة نظام الأسد، ومع ذلك نادراً ما يعلق الأخير على المحاولات المتكررة لتهريب الأسلحة والمخدرات، والتي تشي طبيعة تنسيقها على أنها منظّمة وتمر بعدة مراحل حتى الوصول إلى الهدف.
وحاولت عمان خلال الأشهر الماضية إيقاف تهريب المخدرات عبر التفاوض مع نظام الأسد.
وزار وزير الخارجية، أيمن الصفدي، دمشق عدة مرات، إلا أن جهوده الدبلوماسية لم تنهِ المشكلة وتوقف التهريب.
“التهريب سياسي”.. ما خيارات الأردن على حدود سورية؟
وحسب الوزير الأردني السابق، محمد أبو رمان، فإن “قناعات رئيسية تطورت في مطبخ القرار في عمان بالتعامل مع هذا التهديد الاستراتيجي”.
وأبرز هذه القناعات أن “النظام السوري لا يملك السيطرة ولا القدرة على وقف هذه العمليات، بل إنّ أطرافاً داخل النظام متورطة فيها، وتستفيد منها”.
وتساءل أبو رمان، في مقال نشرته صحيفة “العربي الجديد“، اليوم الثلاثاء، بشأن إمكانية عودة الأردن إلى “نظرية الوسادات العسكرية”.
وتعني النظرية “إعادة إنتاج جماعات مسلّحة في جنوب سورية تدافع عن الحدود الأردنية”.
واعتبر أن هذه الاستراتيجية ستمكن “من تخفيف الضغط على الحدود الشمالية ونقل التحدّي إلى الداخل السوري”.
وكانت عدة فصائل من الجيش الحر في الجنوب السوري تتمتع بعلاقات قوية مع الأردن، قبل سيطرة نظام الأسد على المنطقة عام 2018.
وأشار أبو رمان إلى أن هذه الاستراتيجية تتطلب “إعادة بناء الثقة مع المجتمع السوري في الجنوب، بعدما جرى تفكيك هذه المجموعات، وشعرت بخيبة أمل كبيرة من الموقفين، الدولي والإقليمي”.