الاغتيالات لم تتوقف في درعا خلال وبعد “تسويات النظام”
شهدت محافظة درعا جنوب سورية عودة للاغتيالات، رغم انخفاضها خلال الأسابيع الماضية، تزامناً مع بدء النظام فرض “تسويات” في مدن وبلدات المحافظة.
وحسب إحصائية حصلت عليها “السورية.نت” من “مكتب توثيق الشهداء في درعا”، فإنه “منذ انتهاء عملية التسوية في درعا البلد في 6 أيلول/ سبتمبر الماضي ولغاية اليوم الخميس شهدت المحافظة41 عملية ومحاولة اغتيال”.
وحسب المكتب فإن 28 شخصاً قتلوا خلال هذه الفترة وأصيب 9 آخرون، إلى جانب فشل أربع محاولات.
وأكد أن 21 عملية ومحاولة اغتيال شهدتها الأسابيع القليلة الماضية، ضد مقاتلين من الفصائل التي انضمت لـ”التسوية” سنة 2018، (12 منهم أصبح مدنياً في حين انضم الباقون إلى قوات النظام).
بموازاة ذلك، ذكر “تجمع أحرار حوران”، اليوم الخميس، أن مسلحين استهدفوا أحمد عبدالله الجبر في بلدة ناحتة شرق درعا، ما أدى إلى مقتله وإصابة طفله.
ويعمل الجبر حالياً مدير مدرسة في البلدة، وكان سابقاً نائباً لرئيس البلدية.
كما قتل أمس عنصر من “اللواء الثامن” وأصيب آخر بجروح، جراء إطلاق مجهولين النار عليهما وسط بلدة المسيفرة شرق درعا.
وكان الشابان يعملان ضمن صفوف “الجيش الحر”، لكن بعد “التسوية” سنة 2018 انضما إلى “اللواء الثامن” المدعوم روسياً.
وقال عضو “مكتب توثيق الشهداء في درعا”، عمر الحريري، لـ”السورية. نت”، إن “معدل الاغتيالات خلال فترة التوتر والتصعيد العسكري الذي عاشته محافظة درعا، وبشكل خاص درعا البلد، انخفض بشكل كبير مقارنة بالفترة قبل وبعد هذا التصعيد”.
وأرجع الحريري السبب إلى “حالة الاستنفار الكامل التي عاشتها المحافظة، واستنفار حواجز النظام، إضافة إلى الحذر الكبير لدى الجميع، لكن بعد زوال التوتر يبدو أن الأمور عادت إلى سابق عهدها وكأن شيئا لم يتغير”.
واعتبر الحريري أن “النظام عاجز تماماً عن الوصول لوضع آمن ومستقر للمدنيين وحتى لمقاتلي التسوية السابقين، وذلك في حال فرضية أن النظام ليس هو المتورط فيما يحصل فعلاً، لأن النسبة الأعلى من الاغتيالات تسجل ضد مجهولين”.
وشهدت محافظة درعا مئات عمليات ومحاولات الاغتيال، طالت مدنيين وعسكريين، بعد سيطرة قوات الأسد على محافظة درعا في تموز 2018، ولم تستطع ضبط المحافظة رغم إطلاقها عدة حملات أمنية، وسط اتهامات موجهة لأفرع النظام الأمنية بوقوفه خلف هذه العمليات.
وكان نظام الأسد أعلن، الاثنين الماضي، إتمام عمليات “التسوية” في كامل محافظة درعا، بعد شهر من انطلاقها بموجب اتفاق تم إبرامه مع اللجان المركزية برعاية روسية.
وذكرت وكالة “سانا”، أن “التسويات تم إتمامها في كامل ريف درعا”، وأنه تم افتتاح مركز للتسوية في قسم شرطة المحطة بالمدينة، من أجل استقبال ما تبقى من الراغبين بإجرائها
وأضافت الوكالة أن آخر الخطوات، كانت الأحد الماضي، حيث أقدمت قوات الأسد على تمشيط منطقة الحراك ومحيطها بريف درعا الشمالي الشرقي، بالتوازي مع تسوية أوضاع عشرات المطلوبين من أبناء مدينة إزرع وبلدة الشيخ مسكين.
وتزامن ذلك مع زيارة رئيس حكومة الأسد، حسين عرنوس، على رأس وفد حكومة إلى المحافظة بهدف “الاطلاع على احتياجات المحافظة الخدمية والتنموية”، حسب ما أعلنت وسائل إعلام النظام، اليوم الخميس.