البحث عن الفطر في إدلب..غايات مادية وترفيهية(صور)
بين أراضٍ لم تصل إليها سكّة الفلاحة، والأحواش المغطّاة بالفيء، يسلك عبد الحكيم زكور، الطرقات، لساعات طويلة بحثاً عن الفطور، في بلدته حزانو شمالي إدلب.
يقول عبد الحكيم، إنّ “البحث عن الفطور متعة بحدّ ذاتها، كما أن البحث يعلّم الصبر والجلد، لأن إيجاد الفطر يتطلب البحث الطويل”.
يداوم ذذات المتحدث على عادة البحث عن الفطور، منذ سنوات طويلة، إذذ يقول إنه يجد فيها المتعة والتسليّة، لكن الغرض الرئيسي هو “أن نحظى بأكلتين أو ثلاثة كل عام من هذه الوجبة”.
وفي شهر كانون الأول/ديسمبر، تتحوّل التربة في أرياف إدلب، سواء في الجبال أو السهول إلى بيئة خصبة لظهور الفطريات بأنواعها المختلفة، مع تشكّل الضباب، إذ يصيب بعض بقع التربة العفونة، التي تساعد على نموّ الفطور.
يضيف عبد الحكيم لـ”السورية.نت”: “خلال هذا الموسم خرجت لرحلة الفطر، ثلاث مرّات، في كل مرة كنت أحظى بكمية وفيرة، أطبخها مع عائلتي ونتناول الوجبة المنتظرة سنوياً”.
“غاية ترفيهية”
لا يختلف الحال لدى علاء الدين الفطراوي، المقيم في بلدة كفردريان شمالي إدلب، ذات الطبيعة الجبليّة، إذ كان للبحث عن الفطر، نصيب من رحلاته الترفيهية هذا العام.
يقول فطراوي، لـ”السورية.نت”: “تواعدت مع أصدقاء لي على رحلة للبحث عن الفطور، قبل أيام، تزامناً مع تشكّل الضباب، وشقينا الجبال المحاذية للحدود التركية.. هناك أطفالاً أيضاً يبحثون عن الفطر أيضاً”.
ويتابع: “أنتظر هذا الموسم، من كل سنة للبحث عن الكلخ (الفطر)، بحسب لهجة أهل جبل الزاوية، للترويح عن النفس من صعوبات الحياة والضغط”.
ويضيف: “الجو الذي يتشكل ضمن ظروفه الضباب، مفضّل بالنسبة لي، إذ يكون نقياً ولطيفاً، ومع التحرّك خلال الجبال، تزيد المتعة متعة إضافية”.
ويقول فطراوي إنّ “رحلة البحث عن الفطر انتهت بجمعة مع الأصدقاء، طبخنا خلالها الفطر الذي بحثنا عن بعضه واشترينا الكمية الأخرى منه”.
“مصدر رزق مؤقت”
يتخذ محمد درغام، من هذا الموسم، مصدر رزق مؤقت، على اعتبار أن نمو الفطور لا يتجاوز إلا الشهر فقط.
يقول درغام لـ”السورية.نت”، إنّ “رحلتي اليومية للبحث عن الفطور بقصد بيعها، تصل إلى 5 كيلو متراً”، ويعتبرها “رحلةً شاقة لطول المسافات إلى جانب البرد الشديد خلال هذه الفترة من السنة”.
يقطف درغام كمية تتراوح من 2 إلى 3 كيلو من الفطر، خلال رحلته، ويبيع الكيلو الواحد بـ 40 ليرة سورية، في وقتٍ يشتكي فيه من “قصر الموسم”.
ويضيف: إنّ “التوقيت الأنسب لخروج الفطر هو عقب هطول الأمطار وتشكّل الضباب، يصيب التربة عفن، وتكون دافئة، فيخرج الفطر من الأرض”.
ويتحدّث عن ثلاثة أنواع من الفطور، وهي الفطور البيضاء والصفراء، والنوع الثالث المعروف شعبياً بـ”بوز العجل” أو “بيض العجل”، والأخير هو مصدر رزق درغام خلال موسم الفطور.