“البداية قبل 5 سنوات”.. ما قصة امتحانات “المجالس المحلية” في ريف حلب؟
تصدّرت امتحانات “المجالس المحلية” في ريف حلب حديث الشارع في الشمال السوري، خلال الأيام الماضية، بسبب الاحتجاجات الطلابية التي شهدتها عدة مدن في المنطقة، إثر نسب الرسوب المرتفعة.
ولاقت النتائج التي طغت نسب الرسوب عليها، وفقاً لطلاب محتجّين، اعتراضاً واسعاً من جانبهم، الأمر الذي استدعى عقد اجتماع ممثلي المكاتب التعليمية في المجالس المحلية، إذ رفعوا من خلاله عدة مطالب لمديريات التربية التركية، التي تشرف على سير وتصحيح العملية الامتحانية.
وبعد يومين على الاحتجاجات وفّرت المكاتب التعليمية كشف درجات للطلاب، بعد أن اقتصرت النتائج في بداية الأمر على الإعلان عن النجاح والرسوب فقط.
“5 سنوات مرّت”
انطلقت امتحانات الشهادة الثانوية العامة التابعة للمجالس المحلية في منطقة ريف حلب، لأول مرة في العام الدراسي 2018.
ومع اختتام دورة العام 2022 وصدور نتائجها، يكون قد مضى 5 سنوات عليها.
بدأت قصة هذه الامتحانات من منطقة الإدارة التركية المعروفة بـ”درع الفرات” التي تمتد من مدينة الباب شرقي حلب إلى مدينة اعزاز شمالي المحافظة، لتتوسع مع دخول فصائل “الجيش الوطني” مدينة عفرين وريفها، ضمن ما يعرف بعملية “غصن الزيتون”، مطلع 2018.
وتشرف على العملية الامتحانية مديريات التربية التركية في كل من “غازي عنتاب وكلّيس”. كلٌّ حسب المنطقة التي تتبع لهذه الولايات من مدن وبلدات ريف حلب، وذلك بالتنسيق مع المكاتب التعليمية في المجالس المحلية.
وتبلغ أعداد المدارس التي تشرف عليها وزارة التربية التركية في منطقة “درع الفرات” حوالي 700 مدرسة، يعمل فيها حوالي 8 آلاف و500 مدرّس.
ما طبيعة المناهج؟
يدرس الطلاب الذين يخضعون لامتحانات المجالس المحليّة التابعة لتركيا المنهاج السوري المعتمد والمنقّح من قبل “الحكومة السورية المؤقتة”.
وهذا المنهاج هو الشائع والمعتمد في محافظتي إدلب وحلب، الأمر الذي يشجّع طلاباً على خوض تجربة الامتحانات بشكل مزدوج مع تلك التي تعقدها “المؤقتة” في ريفي إدلب وحلب.
يدرس الطلاب 8 مواد للفرعين، الأدبي وهي: “اللغة العربية، والتاريخ، والجغرافية، والفلسفة، واللغة الإنكليزية، واللغة التركية، والتربية الإسلامية”.
أما العلمي فهي “اللغة العربية، الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، علم الأحياء، اللغة الإنكليزية، اللغة التركية، التربية الإسلامية”.
ومن الملاحظ إضافة مادة اللغة التركية للفرعين الأدبي والعلمي، والرياضيات للفرع الأدبي، لكن بمستوى الدراسة الإعدادية فقط.
“ترشيح نماذج من الداخل”
تعتمد مديريات التربية التركية نموذجاً للأسئلة، بعد ترشيح مديريات التربية التابعة للمجالس المحلية في الداخل حقيبة امتحانية.
وتتضمن الحقيبة نماذج أسئلة، لتقوم التربية بدورها باعتماد نموذج موحّد، منتقى من تقاطعات عديدة للنماذج المقترحة من الداخل.
وترفع مديريات التربية في المجالس الحقيبة الامتحانية في شهر أبريل/نيسان من كل عام، في حين تنعقد الامتحانات النهائية في أواخر يونيو/حزيران.
ولا يقتصر دور مديريات التربية في تركيا على اعتماد نموذج الأسئلة، إنما تجري عملية التصحيح في تركيا أيضاً، وكذلك إصدار النتائج.
وتجري الامتحانات وفق نظام الأتمتة وعلى مدار ثلاثة أيام فقط، ويقدم من خلالها الطلاب حوالي 3 مواد في جلسة واحدة، تستمر حوالي 3 ساعات.
“أبواب الجامعات مفتوحة بشروط”
تشترط أفرع جامعة “غازي عنتاب” في الداخل السوري على الطالب حمل شهادة المجالس المحلية حصراً، إلى جانب امتحان الطلاب الأجانب المعروف بـ(اليوز)، وذلك بدءاً من العام الدراسي الماضي.
وقبل ذلك كانت الجامعة تقبل جميع الشهادات الثانوية العامة، سواء من “الحكومة المؤقتة”، أو الشهادات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم التابعة لنظام الأسد.
وتمتاز شهادات المجالس المحلية بتعديلها التلقائي المعروف بـ”الدنكليك” من الجانب التركي، ما يسهّل أمام الطالب مهمّة التسجيل في الجامعات التركية، سواء في الداخل السوري أو تركيا.
أما بالنسبة للجامعات المرخّصة من قبل “مجلس التعليم العالي” التابع لـ”المؤقتة”، وعلى رأسها “جامعة حلب في المناطق المحررة”، فهي تقبل الشهادات الصادرة عن المجالس المحلية شريطة أن تكون معدّلة (الدنكليك).
بينما في جامعة إدلب، يخضع حاملو شهادات المجالس المحلية لفحص معياري في وزارة التربية والتعليم في “حكومة الإنقاذ السورية”، لمعادلة الشهادة والتسجيل بموجبها في الجامعة.
وتشرف مديريات التربية التركية فقط على امتحانات الثانوية العامة، بينما تشرف على امتحانات الشهادة الإعدادية مديريات التربية التابعة للمجالس المحلية، بشكل كامل.