البيان الختامي لـ”أستانة 16″: إدلب و”السيادة” السورية والعملية السياسية
أصدرت “الدول الضامنة” المشاركة في الجولة 16 من محادثات “أستانة” بياناً ختامياً حول نتائج هذه الجولة، وحددت موعداً جديداً للقاء المقبل.
وجاء في البيان الصادر اليوم الخميس، أن روسيا وتركيا وإيران اتفقت على تثبيت “خفض التصعيد” في محافظة إدلب السورية، وتنفيذ كامل الاتفاقيات المبرمة حول المحافظة، إلى جانب تعزيز التعاون فيما بينها لمكافحة النشاطات “الإرهابية” في المنطقة.
وبحسب نص البيان: “ناقشنا بالتفصيل الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وأكدنا على ضرورة الحفاظ على الهدوء.. من خلال التنفيذ الكامل لجميع الاتفاقيات القائمة بشأن إدلب”.
ولم يتطرق البيان إلى التصعيد الأخير الذي شهدته إدلب مؤخراً، من قبل نظام الأسد وروسيا، والذي أدى إلى مقتل مقتل 46 شخصاً خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي، فيما قتل 9 مدنيين خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو/ تموز الجاري، بحسب إحصائيات “الدفاع المدني السوري”.
انتقادات لإسرائيل.. والدفع بالعملية السياسية
وجهت “الدول الضامنة” في بيانها الختامي انتقادات لإسرائيل، بسبب الهجمات العسكرية التي تنفذها في سورية بشكل متكرر، ودعا البيان إسرائيل إلى وقف تلك الهجمات باعتبارها “انتهاكاً للقانون الدولي والسيادة السورية”.
كما تطرق إلى العملية السياسية التي تدور حول سورية، وتتمثل باللجنة الدستورية السورية، مشيراً إلى أن الملف السوري لا يمكن أن يكون حله عسكرياً، وأضاف: “الدول الضامنة تؤكد على الالتزام بدفع العملية السياسية التي يقودها ويملكها السوريون، وتيسرها الأمم المتحدة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2254”.
ومن المقرر أن تنعقد الجولة السادسة من اجتماعات “اللجنة الدستورية” في جنيف، نهاية أغسطس/ آب المقبل، بحسب تصريحات صادرة عن مسؤولين روس، أمس، خلال اجتماعات أستانة.
يُشار إلى أن الجولة الـ 16 من محادثات “أستانة” انعقدت يومي 7 و8 يوليو/ تموز الجاري، في العاصمة الكازاخية نور سلطان، بحضور ممثلي “الدول الضامنة” (روسيا- تركيا- إيران)، ووفدي النظام والمعارضة، إلى جانب دول عربية بصفة مراقب.
المساعدات الإنسانية حاضرة
أخذ ملف المساعدات الإنسانية حيزاً من النقاشات التي شهدتها الجولة الأخيرة من أستانة، دون التوصل لشيء يذكر، خاصة بالنسبة للمساعدات الدولية العابرة للحدود.
وجاء في البيان: ” أكدنا على الحاجة إلى زيادة المساعدة الإنسانية لجميع السوريين في جميع أنحاء البلاد، دون تمييز وتسييس وشروط مسبقة”.
كما دعا المجتمع الدولي إلى تنفيذ مشاريع إنسانية متعلقة بـ “التعافي المبكر”، من خلال ترميم البنية التحتية الأساسية، من مدارس وإمدادات مياه ومستشفيات وإزالة الألغام وغيرها.
ولم يتطرق البيان بشكل خاص إلى الآلية الدولية لإيصال المساعدات العابرة للحدود إلى سورية، والتي تواجه اعتراضات روسية وعراقيل يشهدها مجلس الأمن حالياً.
وبحسب البيان الختامي لـ “أستانة 16” سوف تنعقد الجولة 17 قبل نهاية العام الجاري، دون ذكر زمان ومكان محددين.
يُشار إلى أن المبعوث الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف، تحدث عن تدني مستوى الثقة بين النظام السوري والمعارضة، مشيراً في حديثه لوكالة “تاس” الروسية، اليوم الخميس، إلى أن “هذا المستوى من الثقة لا يسمح حتى الآن بالتوصل لحلول وسطية”.