الجولاني يتحدث عن “خطة” لتحويل منطقة نفوذه إلى “بيئة استثمارية”
قال قائد “هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، إن جماعته تخطط لتحويل المناطق الخاضعة لحكمها، إلى “بيئة استثمارية كبيرة”، عبر وضع خطة استراتيجية في البناء والتنمية الاقتصادية.
وجاء حديثه، أمس السبت، خلال كلمة ألقاها أثناء مشاركته في افتتاح طريق “باب الهوى – حلب” إلى جانب رئيس “حكومة الإنقاذ”، علي كده.
وقال الجولاني إن “المحرر يسير بخطة استراتيجية منذ أكثر من ثلاث سنوات في البناء والتقدم، والتنمية الاقتصادية وتنمية المحرر فيها جوانب كثيرة، وما ترونه اليوم من الطريق هو ثمرة أولى ومبدئية، وليست الأكبر بل هي متوسطة الحجم لما ترونه في المستقبل”.
وزعم أن هدف الخطة “الحفاظ على الموارد البشرية والقيام بالمؤسسات التربوية والتعليمية”، مضيفاً أنه “من الخطة الاستراتيجية طرق معبدة ومشافي قد أنشأت، وبناء جامعات واتصالات وكهرباء”.
وقال إن “كل ما ترونه هو البداية، والقادم ما سيُبنى بعد ذلك هو أكبر من هذا بكثير، وأنا على ثقة بأن المحرر سيصبح مناخاً وبيئة اقتصادية واستثمارية كبيرة جداً”.
واعتبر أن “ما ترونه اليوم من بداية نهضة اقتصادية في المحرر، ويجب أن نركز على الإنتاج لأن من خلاله ينمو الاقتصاد في المحرر”.
وتسيطر “هيئة تحرير الشام” على كامل مدينة إدلب وريفها إلى جانب ريف حلب الغربي، وتعتبر “حكومة الإنقاذ” الذراع المدني للهيئة في المنطقة.
وتتمتع “تحرير الشام” بشبكة اقتصادية كبيرة ومعقدة، إذ تُعتبر المعابر الحدودية من أكبر موارد الهيئة، وخاصة معبر باب الهوى الذي يعد البوابة الأبرز التي تغذي الهيئة بالموارد المالية، ولاسيما أنها سيطرت عليه بعد عملية عسكرية أطلقتها ضد “حركة أحرار الشام الإسلامية”، في عام 2017.
كما أن الحركة التجارية واحتكار استيراد البضائع والمشتقات النفطية من الموارد الأساسية تحت نفوذ “تحرير الشام”.
وكان القيادي السابق في صفوف الهيئة “أبو العبد أشداء”، قال في تسجيل مصور، في أيلول/ سبتمبر 2019، أسماه “كي لا تغرق السفينة”، إن دخل “تحرير الشام 130 مليون دولار شهرياً”.
وليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الجولاني عن تطوير الحالة الاقتصادية في المناطق الخاضع لنفوذ تنظيمه، إذ كثف ظهوره في الأشهر الماضية، مكرراً حديثه عن مرحلة بناء المؤسسات.
وقال الجولاني، خلال لقائه مع شيوخ عشائر في إدلب في مايو/ أيار العام الماضي، إن “المرحلة الحالية هي مرحلة إعداد وبناء مؤسسات.. استعداد لحرب كبيرة، وفي نفس الوقت نبني مؤسسات، وكل مؤسسة نبنيها في المناطق المحررة نتقدم خطوة باتجاه دمشق”.
“معضلة الكهرباء” تصيب إدلب: قفزة في الأسعار وسخط شعبي
وتأتي وعود الجولاني رغم الوضع الاقتصادي المتردي في مناطق نفوذه، إذ شهدت إدلب، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مظاهرات شعبية مناهضة لـ”حكومة الإنقاذ”، وذلك بسبب غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار.
وحمل المتظاهرون لافتات انتقدوا فيها ارتفاع أسعار المواد التي يحتاجونها بشكل يومي، وخاصة المحروقات، والسلع الغذائية.