“الحال مختلف”.. “البيرين والفحم الحجري” بديلان للتدفئة في إدلب (صور)
تتصدر مادتا “البيرين والفحم الحجري” كبديل للتدفئة في إدلب، في ظل ارتفاع قياسي لأسعار المواد الأخرى، الأمر الذي نشّط عملية تصنيعهما في الورش والمعامل المحليّة في المنطقة.
وتعدّ صناعة “البيرين” من مخلّفات عصر ثمرة الزيتون، من الصناعات الرائجة في إدلب، بسبب ما تملكه الأخيرة من ثروة كبيرة من أشجار الزيتون.
ويعتبر المُشتغلون في تصنيع مادة “البيرين”، أنّ السبب الرئيسي في رواجها، هو توفّر المواد الخام محليّاً، المتمثّلة بمخلفات الزيتون، ما يجعلها بعيدة عن اعتبارات النقل وطرقات العبور.
ويتميز الفحم الحجري والبيرين في توفيرهما درجات حرارة مرتفعة في عملية الاحتراق، إلا أن اعتبارات صحية تجعل بعض الأهالي لا يفضّلانهما.
لكن ارتفاع أسعار المحروقات والقشور بأنواعها المختلفة، والتي قاربت أسعارها الـ 300 دولار للطن الواحد، دفعت كثيرين نحو استهلاكمها على نحو ملاحظ.
يوضح شادي حاج عيسى، وهو مالك مصنع “بيرين وفحم حجري” قرب مدينة إدلب أنّ “تصنيع البيرين لا يواجه أي صعوبات على اعتبار أنّ المحافظة غنية بأشجار الزيتون”.
ويضيف لـ”السورية.نت” أنّ “الحال مختلف لدى الفحم الحجري الذي نستورده من حرّاقات الديزل في منطقة ترحين شرقي حلب، ويترتّب على نقله ضرائب تصل لـ 15 دولاراً على الطنّ الواحد، وهو ما يساهم في رفع سعره”.
ويقول حاج عيسى، إنّ “ميزة الفحم الحجري إلى جانب الحرارة العالية، هو طول أمد احتراقه، ما يوفّر العائلة نصف المصروف من باقي أنواع التدفئة”.
ويتراوح سعر طنّ الفحم الحجري من 150 إلى 170 دولاراً أمريكياً، بحسب توفّره في السوق، بينما طنّ البيرين من 200 إلى 215 دولاراً.
“نوعان من البيرين”
يقول عبد الرحمن المحمد، وهو مالك لذات المصنع، إنّ “عمليات تصنيع البيرين تجري في معامل خاصة أو في معاصر الزيتون ذاتها”.
ويضيف أنّ “نوعين رائجين في تصنيع البيرين هما “بيرين البثق الذي يصنّع في فصل الصيف، وبيرين الحقن في فصل الشتاء، ويصنّع الأخير، من استخلاص زيت البيرين (المطراف)”.
وحول عمليّة التصنيع، يتابع أن “مخلفات عصر الزيتون، يتمّ قولبتها ضمن آلة، بقوالب ذات أبعاد محددة. وبعدها تنشر الأقراص لمدة 15 يوماً على أشعة الشمس، وصولاً إلى المرحلة الأخيرة وهي تعبئتها في أكياس تزن بـ20 كيلو غراماً”.
“دمج المادتين”
يتحدّث المحمد، وهو مهندس زراعي، عن تجربة جديدة لمصنعه “تدمج مادتي الفحم الحجري والبيرين في أقراص للتدفئة، وتأخذ ذات قالب البيرين”.
ويقول المحمّد لـ”السورية.نت” إنّ “هذه التجربة تتيح الاستفادة من خاصية الحرارة العالية التي يوفّرها الفحم الحجري وديمومة الاشتعال، مع سرعة اشتعال مادة البيرين، بالإضافة لانخفاض في سعر المنتج الجديد مقارنةً بالبيرين الصافي”.
ويسعّر طنّ هجين “البيرين والفحم” بـ 175 دولاراً فقط.
ويشير المحمد إلى أنّ ميزة التجربة، تتلخّص في “تحويل مادة الفحم الحجري لمادة سهلة الاستعمال، بعد قولبتها في قوالب مثقوبة مثيلة لأقراص البيرين”.