انفجر زورق مسير للحوثيين في البحر الأحمر، بعد إطلاقه الخميس غداة التحذيرات التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية للجماعة المدعومة من إيران.
وقالت البحرية الأمريكية في بيان، اليوم الجمعة، إنه كان محملاً بالمواد الناسفة ولم يتسبب تفجيره في وقوع أي أضرار أو إصابات.
وأضاف نائب الأميرال براد كوبر الذي يقود القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط أن الزورق المحمل بالمتفجرات انطلق مسافة 80 كلم (50 ميلاً) تقريباً في البحر الأحمر ثم انفجر في ممرات ملاحية مزدحمة.
وتابع كوبر للصحفيين “اقترب ليصبح على بعد بضعة أميال من السفن العاملة في المنطقة.. السفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية.. وشاهدنا جميعا انفجاره”.
ويعتبر إطلاق “الزورق المسيّر” أحدث هجوم غداة إصدار 12 دولة من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان بياناً مشتركاً يحذر الحوثيين من “عواقب” إذا لم يوقفوا هجماتهم.
وتسببت هجمات الحوثيين، في الأسابيع الماضية، في تعطيل الشحن الدولي ودفع بعض الشركات إلى تعليق عمليات العبور من البحر الأحمر واستبدالها برحلة أطول وأكثر كلفة حول أفريقيا.
“الزوارق انتحارية”
وأوضح فابيان هينز، خبير الصواريخ وزميل الأبحاث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن الزوارق المسيّرة هي جزء رئيسي من ترسانة الحوثي البحرية وتم استخدامها خلال المعارك السابقة ضد قوات التحالف السعودية التي تدخلت في حرب اليمن.
وأضاف لوكالة “أسوشيتد برس“: “لقد تم استخدامها بانتظام كقوارب انتحارية بدون طيار تنفجر عند الاصطدام”.
ومن المحتمل أن يتم تجميع معظم الزوارق “الانتحارية” في اليمن.
ولكنها غالباً ما تكون مزودة بمكونات مصنوعة في إيران، مثل أنظمة التوجيه المحوسبة، وفق الباحث هينز.
“رد أمريكي متردد”
وقال الجنرال المتقاعد بمشاة البحرية، فرانك ماكنزي، الذي قاد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط حتى تقاعده في عام 2022، إن رد إدارة بايدن على الهجمات في البحر الأحمر وفي سورية والعراق “كان شديد التردد وغير مركز”.
وكتب ماكنزي في مقال رأي نُشر، الخميس، في صحيفة وول ستريت جورنال “لإعادة الردع إلى وضعه، يجب علينا استخدام العنف الذي تفهمه طهران”.
وأطلقت الولايات المتحدة ودول أخرى، الشهر الماضي، عملية “حارس الازدهار” لحماية السفن المدنية.
وقال كوبر، يوم الخميس، إن 22 دولة تشارك في هذه العملية.
وأضاف أن السفن الحربية من الولايات المتحدة وشركائها أسقطت حتى الآن صاروخي كروز وستة صواريخ باليستية مضادة للسفن و11 طائرة مسيرة.
كما أغرقت السفن الحربية الأميركية، الأحد، ثلاثة زوارق سريعة تابعة للحوثيين لحماية سفينة تجارية من الاستيلاء عليها.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن للصحفيين، الأربعاء، “إذا تكرر الأمر مجددا، فمن المحتمل أن نفعل الشيء نفسه تماماً”.
وأضاف المسؤول ذاته، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن بيان الدول الاثنتي عشرة الموجه للحوثيين كان شديد الوضوح، وفق ما نقلته “رويترز”.