اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن العلاقات بين تركيا وسورية في إشارة منها للنظام “ليست سهلة”، وأنه يجب التوصل إلى “قاسم مشترك” بين البلدين.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، اليوم الاثنين، إن “موسكو تؤيد تطبيعها وترى ضرورة التوصل إلى قاسم مشترك بين هذين البلدين الإقليميين المهمين لضمان الاستقرار والسلام في المنطقة”.
وأضاف حسب ما نقلت وكالة “ريا نوفوستي“: “نحن ندافع عن تطبيع العلاقات انطلاقاً من حقيقة أن هذا سيكون عاملاً جيداً لضمان الاستقرار والسلام في المنطقة”.
وتأتي هذه التصريحات بعد يومين الزيارة التي أجراها فيرشينين إلى مدينة إسطنبول، إذ أجرى مشاورات مع الجانب التركي بخصوص العديد من القضايا، من بينها الملف السوري، والعملية البرية التي تهدد أنقرة بشنها على الحدود.
وكانت الأيام الماضية شهدت إطلاق الكثير من التصريحات الخاصة بعلاقة تركيا والنظام السوري، وبينما ألمح فيه المسؤولون في أنقرة إلى مسار جديد قد يطرأ على العلاقة، لم يبد الأخير أي موقف.
بدورهم أعلن المسؤولون الروس عن دعم موسكو الكامل لأي محاولة تطبيع بين الجانبين، فيما قال بعضهم إن روسيا جاهزة للعب دور الوساطة في ذلك.
ووفق فيرشينين فقد ناقش في إسطنبول “قضية التسوية السورية، وضمان التقدم إلى تسوية مستدامة وطويلة الأجل في سورية، على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 2254”.
وأضاف: “تحدثنا عن ضرورة الاستعادة الكاملة لوحدة أراضي الجمهورية السورية، وفي هذا الصدد، نحن ندعم دائماً الحوار الجاري بين دمشق وممثلي الأكراد، وكذلك العلاقات الثنائية بين تركيا وسورية”.
وكانت الخارجية التركية قد نشرت بياناً رسمياً، يوم السبت، جاء فيه أنه وخلال المشاورات السياسية بين نائب الوزير سادات أونال ونائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، تم التأكيد على “توقع تنفيذ بنود مذكرة التفاهم الموقعة بخصوص حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب”.
والمذكّرة تعود إلى عام 2019، إذ تم الاتفاق عليها بين الرئيسين التركي والروسي رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، وبعد أسابيع من انتهاء عملية “نبع السلام” في شمال وشرق سورية.
ولطالما أكدت تركيا على ضرورة تنفيذ بنود هذه المذكرة، والتي تشمل بالأساس انسحاب “وحدات الحماية” مسافة 30 كيلومتراً عن الحدود الشمالية لسورية، فيما حمّلت مسؤولية عدم تطبيق بنودها في السابق للجانب الروسي، كونه الضامن.
وبحسب بيان الخارجية التركية، تم التأكيد في اجتماع إسطنبول “على الأهمية التي تولى لحماية وحدة أراضي سورية ووحدتها السياسية، وضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في البلاد على أساس خارطة الطريق الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.
وذكر الوفد التركي أنه “هناك حاجة ماسة إلى تمديد آلية الأمم المتحدة لتقديم المساعدات عبر الحدود إلى سورية للوصول إلى أكثر من 4 ملايين محتاج في البلاد”.
وأشار إلى أنه سيكون من المفيد مواصلة المساعدة عبر الخطوط مع هذه الآلية، وفق بيان الخارجية التركية.