الدكتور جواد أبو حطب: نتطلع لتوقيع اتفاقيات أكاديمية وخريجونا أثبتوا جدارتهم
على مدار السنوات الماضية، عانى قطاع التعليم في مناطق شمال غرب سورية، من تحديات كثيرة، لعل أبرزها اضطرار كثيرٍ من الطلبة للنزوح من مناطق سكنهم نتيجة العمليات العسكرية للنظام وحلفاءه، إضافة إلى ضعف البنى التحتية، ومن ثم انتشار معاهد وكليات لا تمنح الطالب شهادات معترف بها، وهو هاجس يؤرق الطلاب الجامعيين.
و خلال الفترة الماضية حدثت تطورات في القطاع الجامعي، في شمال غرب سورية، حيث عملت “جامعة حلب في المناطق المحررة”، على التواصل مع جامعات تركية وغيرها، للحصول على اعتراف بشهاداتها، آخرها كان مع جامعة ماردين التركية، حيث تم التوصل لاتفاقيات تعاون بين الجامعتين، تضمن استقطاب خريجين، لاستكمال الدراسات العليا في جامعة ماردين، وتبادل الخبرات العملية وإقامة ورشات عمل ومؤتمرات علمية.
إضافة لذلك، فقد صدر قرار رئاسي تركي، في السادس من الشهر الجاري، بافتتاح كلية طب بشري ومعهد للعلوم الصحية، يتبعون لجامعة العلوم الصحية بإسطنبول، وذلك في بلدة الراعي بريف حلب الشمالي.
ورغم التحديات الكبيرة التي يواجهها التعليم الجامعي، إلا أن هذه التطورات، أنعشت آمال آلاف الطلاب والطالبات في مناطق شمال غرب سورية، ومنحت جرعة تفاؤلٍ لبعض القائمين على التعليم الأكاديمي في هذه المناطق.
ومن بين هؤلاء الدكتور جواد أبو حطب، الذي اعتبر أن قبول بعض الخريجين من “جامعة حلب في المناطق المحررة“، لمتابعة الدراسات العليا في جامعة غازي عنتاب، مؤشراً إيجابياً، قائلاً إن اتفاقيات تعاون تُدرس الآن مع جامعات أخرى.
فريق “السورية نت” حاور الدكتور جواد أبو حطب، وهو عميد كلية الطب البشري في “جامعة حلب في المناطق المحررة”، و شغل سابقاً منصب رئيس “الحكومة السورية المؤقتة”.
كأكاديمي وعميد لكلية الطب البشري بجامعة حلب في المناطق المحررة، كيف تقيّم التعليم الأكاديمي بشكل عام في مناطق شمال غرب سورية؟
بدأنا في التعليم العالي الأكاديمي أواخر عام 2012، حيث بدأنا بتأسيس المعاهد المتوسطة، وكان أولها المعهد التقاني، ولكن لم نبدأ بتأسيس الكليات إلا عام 2015. واستفاد سابقاً آلاف الطلاب من مناطق جنوب سورية في درعا والقنيطرة وريف دمشق.
هذا الأمر له أهمية في ردم الفجوة التعليمية من كافة الاختصاصات، والسوق يحتاج الكثير من الخريجين في مختلف المجالات، حيث كان هدفنا في كل منطقة، أن يتم تأسيس كليات ومعاهد من أجل أن يكمل الطلاب تحصيلهم العلمي.
والتغيّيرات التي حصلت من عمليات التهجير القسري، أدت لتجمّع أغلب الطلاب في الشمال السوري لاحقاً.
طبقنا التعليم حسب خطة جامعة دمشق وحلب، فلم ننزل بالمستوى التعليمي، سواء بالمناهج وعدد الساعات والاعتمادية ونظام المعدلات وعلامات البكالوريا وخاصة في الكليات الطبية، و لدينا حاليا أكثر من أربع دورات خريجي معهد تقني طبي وفني، يعملون في المشافي، ونفتخر بهم أكثر من غيرهم، حيث أثبتوا الجدارة في سوق العمل.
شهدت جامعة حلب اتفاقية تعاون مع جامعة ماردين التركية مؤخراً، ما أهمية هذا الأمر من وجهة نظركم، و ماهي الامتيازات والتسهيلات التي يحققها للطلاب والطالبات؟
منذ فترة قريبة تم قبول ثمانية طلاب من “جامعة حلب في المناطق المحررة” لاستكمال الدراسات العليا في جامعة غازي عنتاب، وعندما يُقبل طالب من جامعة حلب في جامعة عنتاب، فهذا يعني أنها عُوملت مثل أي جامعة من دولة عربية مجاورة أو من خارج تركيا، فمنذ فترة قريبة تم توقيع برتوكول تعاون مع جامعة ماردين التركية ليستكمل طلابنا الدراسات فيها ضمن الشروط التي تنطبق على أي جامعة معترف فيها، وجامعة حلب الحرة ستعامل بنفس الطريقة، وسيكون في المستقبل القريب شراكات مع جامعات أخرى .
وماذا عن افتتاح جامعة العلوم الصحية في اسطنبول لكلية الطب البشري والمعهد العالي للعلوم الصحية في منطقة الراعي؟
بالنسبة لجامعة العلوم الصحية باسطنبول، فنحن قد دُعينا للاجتماع معهم منذ أكثر من سنة، وتم عقد عدة ورشات عمل، وهي جامعة عريقة في تركيا، وفيها عدة كليات صحية، ولها عدة فروع خارج تركيا. كانوا ينتظرون موافقة من الرئاسة التركية، وهذا ينطبق على أي جامعة تريد أن تفتح فرع لها خارج تركيا، ومن المؤكد أن هذه الجامعة سوف تصدر تعليماتها في الفترة القادمة حول تفاصيل التسجيل وخلاف ذلك.
الأمر المميز في جامعة العلوم الصحية، هو فرع معهد التعويضات للأطراف، وهو معهد متطور، و بالتأكيد سوف يخدم الداخل السوري، وأكيد في الفترة القادمة سوف توضح الصورة باعتبارها جامعة مستقلة.
ونأمل أن يكون هناك تعاون ولو على مستوى المشورة في البداية، وباعتقادي سيكون هناك تعاون بيننا، ولكن ننتظر صدور تعليماتها وشروطها للعمل ضمن الأراضي السورية، وأعتقد أن أكثر كوادرها ستكون سورية، على غرار المشافي التركية التي تم افتتاحها في الشمال السوري.
اقرأ المزيد بدء تسجيل الطلاب السوريين في كلية الطب بريف حلب.. الآلية والشروط؟
بعد تخريج أول دفعة من طلاب كلية الطب البشري بجامعتكم، ماهي أبرز التحديات التي تواجهكم مع الخريجين؟
يحتاج التعليم الطبي لطلابنا وأطبائنا، إلى مشافي كي يتدربوا فيها في الشمال المُحرر، الى الآن لاتوجد بروتوكولات واضحة للتعاون مع المشافي التي من المُمكن أن تتخدم بالأطباء المقيمين.
كيف ترى الوضع الطبي في إدلب وأرياف حلب بشكل عام؟
بالنسبة للعمل الطبي، تعلمون أنه محصور في قسمين؛ في ادلب وفي شمال حلب.
ففي شمال حلب قامت تركيا بافتتاح مشافي ضخمة، حيث افتتحت 6 مشافي في كل من الباب والراعي وجرابلس ومارع واعزاز وعفرين.
هذه المشافي تملك إمكانيات كبيرة، ولكنها تحتاج الى حوكمة صحيحة، حيث أن القوانين الطبية الفنية يجب أن تكون مرجعيتها هي وزارة الصحة والنقابات، وهذا الأمر غير موجود في الحقيقة، فهذا الإنجاز الكبير من قبل تركيا، استثماره بالتنمية والرعاية الصحية يكون بحوكمتها من خلال لجان لمعرفة أين الثغرات ليتم الاستفادة منها بالشكل الأمثل.
أيضا يجب أن تكون مركزية العمل وخطة التنمية الصحية واضحة في كل الشمال المُحرر، خاصة الرعاية الصحية في مختلف الأمراض من جراحة قلب و الضغط والسكري وسرطان ورعاية الطفولة والكهولة والأمومة وغيره فهي تحتاج الى تقييم ومقاربة.
فيما يتعلق بكورونا، كيف تقيّمون منحنى الإصابات وانتشار الفيروس في مناطق شمال غرب سورية؟
فيما يخص كورونا، نحن ككلية طب في “جامعة حلب في المناطق المحررة” كان لدينا رؤيا في الشهر الثالث 2020، وأيضا قريباً سيكون لدينا دراسة إحصائية لنقيّم ماذا حدث، بما أن انتشار كورونا يتراجع في سورية، ولم تكن نسبة الوفيات كبيرة.
ستتناول الدراسة هذا الجانب، وهناك مجموعة من طلاب جامعة حلب يقومون بها الآن.
برأيي، ولكون إجراءات التباعد الاجتماعي والوقاية، لم تكن مُطبّقة بشكل كبير، وخصوصاً في منطقة المخيمات، ولم تتوقف الجامعات والمدراس والمساجد، فباعتقادي أننا وصلنا الى مرحلة المناعة الجماعية، وأن وفيات كورونا أقل من أي دولة، وهي خففت من الأزمة الاقتصادية التي أصابت بعض الدول بالرغم من أن النظام الصحي أضعف من باقي الدول.
قد تصل الشهر المقبل لإدلب..مصادر تتوقع بدء التطعيم ضد “كورونا”