تشهد الأسواق السورية ارتفاعاً حاداً بأسعار المواد الغذائية، في ظل انهيار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، ما ينذر بواقع معيشي هو الأسوأ الذي يشهده السوريون، في مناطق النفوذ الثلاث، سواء نظام الأسد أو المعارضة السورية ومناطق شمال وشرق سورية، الخاضعة لـ”الإدارة الذاتية”.
وسجل سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، اليوم السبت 2350 للشراء و2435 للمبيع، ويأتي ذلك قبل تسعة أيام من دخول “قانون قيصر” حيز التنفيذ”، والذي ينص على فرض عقوبات على كبار المسؤولين والقادة العسكريين في نظام الأسد وعائلته، بالإضافة إلى توسيع نطاق العقوبات الاقتصادية على سورية، لتشمل قطاعات رئيسية عامة يقودها أشخاص في حكومة الأسد، أو أي شركات خاصة تدعمه في مسألة إعادة الإعمار.
تحدث فريق “السورية.نت” مع سورييّن في دمشق وحمص، شرحوا الواقع المعيشي في المحافظتين المذكورتين، وأشاروا إلى “واقع مزري” يشهده الشارع السوري في مناطق سيطرة نظام الأسد، في ظل ارتفاع الأسعار، وانقطاع بعض السلع الغذائية الأساسية، إلى جانب انقطاع الأدوية المتعلقة بالأمراض المزمنة.
وقال الشاب (ب.ع) من مدينة حمص: “الأسعار تتبدل في كل ساعة (…) محال الجملة والبضائع أغلقها أصحابها منذ يوم أمس الجمعة، على خلفية الارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار”.
وأضاف الشاب: “كيلو السكر كسر حاجز 1000 ليرة سورية.. هذا إن وجد”، مشيراً إلى انقطاعه في الأسواق بصورة مفاجئة، إلى جانب مادة الشاي والأرز.
وبحسب الشاب، فإن أسعار الخضراوات في الأسواق السورية، وبشكل خاص في مدينة حمص تشهد استقراراً في الأسعار، على خلاف باقي السلع الغذائية، كالأرز مثلاً، وضرب مثالاً على ذلك “الأرز والبرغل مادتان يأكلها الأكابر فقط”.
وفيما يخص انقطاع بعض الأدوية، قال الشاب: “العالم عم تدور بين الصيدليات عأدوية متل المجانين، وما حدا عم يلاقي الدوا الي بدو ياه، خصوصي الأدوية المزمنة (…) أغلب الصيدليات مسكرة”.
لا يختلف الحال في مدينة دمشق عن حمص، وبحسب الشابة (س.م) فإنه وعلى مدار الأيام الستة الماضية، تبدلت الأسعار في الأسواق أكثر من سبعة مرات.
وأضافت الشابة أن أسعار الفروج والبيض ارتفعت بشكل كبير، ليصل سعر صحن البيض (30 بيضة) إلى حوالي 2500 ليرة.
“بعض التجار توقفوا عن البيع حتى استقرار الأسعار”، وتشير الشابة إلى أن بعض رفوف المحال التجارية بدأت بالنفاذ من البضائع، كون “البائع لم يعد لديه القدرة على الشراء بالجملة”.
وقالت الشابة: “الحياة متوقفة بشكل كامل (…) الله يعين الي عندو مريض”.
وذكر موقع “الاقتصادي”، منذ يومين أن نسبة المبيعات انخفضت في الأسواق السورية لتصل إلى الحدود الدنيا، وبات الزبائن يسألون عن الأسعار أكثر من الشراء، مشيراً إلى أن الأسعار ارتفعت أكثر من 30 % خلال الأسبوع الماضي.
ويأتي تدهور الليرة مع السريان المرتقب لقانون “قيصر” هذا الشهر، و الذي من المتوقع أن يزيد الخناق الاقتصادي على النظام، وسيؤدي كذلك إلى تدهور جديد في الوضع المعيشي للمواطنين.
وفي إطار ما سبق قالت نقيبة صيادلة دمشق، علياء الأسد في تصريحات لها إن الأصناف الدوائية الأساسية في مناطق سيطرت نظام الأسد فقد العديد منها، على خلفية توقف المعامل عن الإنتاج، في محاولة للضغط على “وزارة الصحة” لرفع أسعار الدواء.
وأضافت علياء الأسد لموقع “الاقتصادي” أن انخفاض أسعار الأدوية هو السبب الرئيسي لتوقف المعامل عن الإنتاج، مشيرةً إلى فقدان أدوية الأمراض المزمنة كأمراض السكر والضغط وغيرها.
وكان النظام أدان اليوم في أول تعليق له، “قانون قيصر” معتبراً أنه يستند إلى “جملة من الأكاذيب والإدعاءات المفبركة”، ومؤكداً أن “سيواجهه في شموخ”.