جددت تركيا موقفها بشأن انسحاب قواتها من سورية، وقالت إن هذه الخطوة “لا معنى لها في الوقت الحالي” وإنه يجب على النظام أن يتصرف بما تعكسه الحقائق على الأرض.
وأضاف مدير الاتصالات في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، اليوم الاثنين، أنهم “يواصلون الانخراط مع النظام السوري ضمن الآلية الرباعية، لكن بحسن نية ودون أي شروط مسبقة”.
وأشار المسؤول في حديثه لصحيفة “ديلي صباح” إلى أن “النظام السوري يجب أن يتصرف بنفس الطريقة حتى تسفر العملية عن نتائج”.
وتابع: “حزب العمال الكردستاني وما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية الموالية له يشكلون تهديداً وجودياً لأمننا القومي. ولذلك من الضروري تحقيق بعض النتائج الملموسة في مكافحة الإرهاب”.
ومنذ انطلاق عملية “بناء الحوار” بين النظام السوري وتركيا أكد الأول مراراً على ضرورة انسحاب القوات التركية من سورية، وهو ما اعتبرته أنقرة “مطلباً غير واقعي”.
وحتى الآن لم تصدر أي بادرة من جانب النظام بشأن “الشرط الذي يضعه أمام أي عملية تطبيع”.
وكذلك الأمر بالنسبة لأنقرة، إذ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي: “للأسف الأسد يطالب بخروج تركيا من شمال سورية، لا يمكن أن يحدث مثل هذا الشيء لأننا نكافح الإرهاب هناك”.
لكنه أردف: “لسنا منغلقين إزاء اللقاء مع الأسد، ويمكن أن نلتقي، لكن المهم هو كيفية مقاربة (دمشق) تجاه مواقفنا”.
من جهته أوضح ألتون أنه “إلى جانب مكافحة الإرهاب، فإن تهيئة الظروف اللازمة للعودة الطوعية والآمنة والكريمة للاجئين السوريين وتنشيط العملية السياسية – التي عرقلها النظام – لا تزال من بين الأولويات الرئيسية لأنقرة في سورية”.
“خارطة طريق معلّقة”
وكانت الدول الضامنة لمسار “أستانة” (تركيا، روسيا، إيران) قد اجتمعت في أستانة بمشاركة النظام السوري، وبحثت آخر مستجدات “عملية بناء الحوار” التي بدأت في موسكو.
وفي أعقاب البيان الختامي للمحادثات العشرين قال روسيا إنها سلّمت تركيا ونظام الأسد مسودة “خارطة الطريق” لتطبيع العلاقات بينهما.
وأوضح المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتيف أن “جميع الأطراف وافقت بشكل عام على صيغة خارطة الطريق لدفع عملية التطبيع”.
وأضاف أن الأطراف بما فيها إيران “عبرت عن وجهات نظرها ومقترحاتها” فيما يخص المسودة، مؤكداً أن الخطوة المقبلة هي تنظيم “خارطة الطريق” وتنسيقها من أجل تطبيقها.
ولم يفصح أي طرف عن مضمون خارطة الطريق والمدة التي قد يستغرق تطبيقها في سورية.