مهّدت وسائل إعلام وجهات رسمية في موسكو لزيارة قد يجريها رأس النظام السوري، بشار الأسد إلى العاصمة الروسية في الأيام المقبلة، من أجل بحث 5 ملفات، في معظمها سورية.
ومن المتوقع أن يجري الأسد الزيارة في منتصف شهر مارس/آذار الحالي، وفق ما نقلت صحيفة ” فيدوميوستي” عن مصدر دبلوماسي مقرب من الإدارة الرئاسية الروسية.
وقال المصدر، اليوم الاثنين: “قد يلتقي الأسد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
ويعتقد الخبراء الذين نقلت عنهم الصحفية الروسية أن “زيارة الأسد إلى موسكو” ستركز على مناقشة 5 ملفات.
أول هذه الملفات: “القضايا والعلاقات الإنسانية”، إذ من المتوقع أن يطلب رأس النظام السوري من بوتين “المساعدة في التعامل مع تداعيات الزلزال”.
وقد يناقشون أيضاً “استخدام فائض المنتجات النفطية في موسكو لمساعدة سورية على التغلب على أزمة الوقود الشديدة”.
بالإضافة إلى ذلك، سيناقش الأسد وبوتين، بحسب “فيدوميوستي” العلاقات الثنائية “على خلفية الأعمال العدائية المستمرة في أوكرانيا”، والتحركات الأخيرة المرتبطة بعلاقة دمشق مع الدول العربية، ومع تركيا على الخصوص.
وفي تعليقه على الزيارة المرتقبة للأسد قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن “الكرملين سيعلنها في الوقت المحدد، وليس في وقت مسبق”.
وأضاف بسيكوف للصحفيين، اليوم: “كقاعدة، يتم التحضير للعديد من زيارات العمل الرسمية، وهذه عملية مستمرة، يعمل بها متخصصونا في الشؤون الدولية والوزارات والإدارات”.
وتابع: “كما تعلمون، نعلن عن الزيارات الدولية في الوقت المحدد، ولن نقوم بذلك في وقت سابق”.
وكانت آخر زيارة للأسد إلى روسيا في سبتمبر/أيلول 2021، وحينها وصل إلى موسكو في زيارة هي الأولى بعد “فوزه في الانتخابات الرئاسية” التي حصلت في مايو العام ذاته.
وفي حال صحت أنباء الزيارة منتصف الشهر الحالي ستأتي في الوقت الذي يحاول فيه رأس النظام السوري فتح مسارات لكسر عزلته الإقليمية والدولية.
ومنذ السادس من شهر فبراير/شباط الحالي، أي تاريخ حدوث كارثة الزلزال المدمّر في تركيا وسورية، كان لافتاً التحوّل الذي طرأ على صعيد المواقف العربية حيال النظام السوري المعزول دولياً.
وكان الأسد حريصاً على تقديم نفسه بعد الكارثة على أنه يتمتع بالشرعية الدولية، وسلط الضوء على جميع رسائل التعازي التي تلقاها من قادة العالم جراء الزلزال.
وازدادت ثقة الأسد على المستوى السياسي أيضاً، حين بدأت الدول العربية في إرسال مساعدات إنسانية إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام.
لكن بالنسبة لرأس النظام السوري، فإن الجائزة الحقيقية هي إعادة العلاقات مع الغرب والحصول على تمويل غربي لإعادة الإعمار، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “التايمز” البريطانية، قبل أسبوعين.