قال مندوب المملكة العربية السعودية الدائم في الجامعة العربية، السفير عبد الرحمن الجمعة إن “التدخل الإيراني ووجود طهران في سورية هو العائق” الذي يحول دون عودة سورية إلى “المحيط العربي”.
وجاء حديثه ضمن مقابلة تلفزيونية نشرت، اليوم السبت، على هامش اجتماعات القمة العربية التي تعقد في الجزائر.
وأضاف الجمعة: “نحن نتمنى عودة سورية إلى المحيط العربي. في الحقيقة هناك قرارات عربية اتخذت ودولية أيضاً. متى تم تنفيذها ستكون المملكة وكافة الدول العربية حريصة على عودة سورية والشعب السوري”.
وكانت الرياض قد أعلنت، يوم الأربعاء، استضافة اجتماع القمة العربية المقبلة على مستوى القادة في دورته الـ 32.
وجاء ذلك في كلمة لوزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في ختام أعمال الدورة الـ 31 للقمة العربية.
وقال الوزير السعودي: “انطلاقاً من حرص المملكة على ديمومة التعاون القائم، فإننا نعلن عن استضافة بلادنا لاجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في دورتها الـ 32، ونرحب بالقادة الأعضاء في بلدهم الثاني”.
ووفق وسائل إعلام سعودية فقد “وافق القادة العرب في ختام قمتهم الحالية على عقد اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثانية والثلاثين في السعودية عام 2023”.
وكان النظام السوري قد استبعد من اجتماعات قمة الجزائر، قبل شهر من انعقادها.
ولم تتكشف الأسباب الرئيسية التي حالت دون حضوره، فيما تحدثت تقارير إعلامية جزائرية في وقت سابق عن عدم توافق عربي عربي على هذه الخطوة، في الوقت الحالي.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، قررت الجامعة تجميد عضوية سورية، على خلفية لجوء نظام بشار الأسد إلى الخيار العسكري، لإخماد ثورة شعبية مناهضة لحكمه، ولعدم التزام النظام بقراراتها، فيما يتعلق بالمبادرة العربية حينها، لوقف العنف في الشوارع التي كانت تشهد مظاهرات ضده.
وفي مايو/ أيار 2013، قرر وزراء الخارجية العرب منح مقعد سورية بالجامعة إلى ائتلاف قوى الثورة والمعارضة، وبالفعل تسلم المقعد في قمتي الدوحة 2013 والكويت 2014، لكن من حينها لم تتم دعوة الائتلاف إلى القمم العربية، وسط أحاديث عن تباينات بين عواصم عربية في هذا الشأن.
وتطور بعدها الموقف العربي باتجاه فرض عقوبات اقتصادية، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي وسحب السفراء من دمشق.
إضافة إلى ذلك، انخرطت العديد من تلك الدول في دعم المعارضة وقوى الثورة في سورية بعدة مستويات، سياسية وعسكرية وإغاثية، الأمر الذي كان يُظن حينها أنه سوف يكون عقبة في أي عملية إعادة للعلاقة ما بين تلك الدول ونظام الأسد.
لكن تعالت خلال الأشهر الماضية أصوات عربية، تدعو إلى عودته للجامعة خلال القمة المقبلة بالجزائر أواخر العام الجاري.
وجاءت هذه الأصوات بالتحديد من الجانب الجزائري، والذي أكد المسؤولون فيه على ضرورة عودة سورية إلى مقعدها، وأنه يجب أن تكون حاضرة في القمة التي انتهت أعمالها، قبل أيام.