تستعد السفارة السعودية لاستئناف نشاطها لدى نظام الأسد في دمشق، خلال اليومين المقبلين، بعد 13 عاماً من إغلاقها.
وحسب صحيفة “سبق” السعودية، اليوم الثلاثاء، فإن وفداً سعودياً زار دمشق مؤخراً، من أجل الإعداد لافتتاح السفارة والقنصلية السعوديتين في دمشق.
وقالت الصحيفة إن الفنيين السعوديين سيقومون بـ”عمليات تفتيش دقيقة للمباني المخصّصة للبعثات الدبلوماسية السعودية، استعداداً لإعادة افتتاحها”.
وتوقعت الصحيفة إعادة افتتاح السفارة في دمشق، خلال النصف الثاني من شهر فبراير/ شباط المقبل.
من جانبها، نقلت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية، عن مصدر سوري قوله إنه “خلال اليومين المقبلين ستعود الأنشطة في السفارة” السعودية.
وقال المصدر للصحيفة، إن “إعادة الافتتاح الرسمي للسفارة لم تتم بعد، لكنها ستستأنف نشاطها خلال يومين”.
وأضافت أنه حتى الآن لم تعلن الرياض رسمياً عن سفيرها في دمشق، متوقعة أن يرأس قائم بالأعمال البعثة في هذه الأثناء.
وكانت السعودية أعادت علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الأسد، مطلع العام الماضي، بعد سنوات من القطيعة السياسية.
وزار رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الرياض مرتين، الأولى كانت لحضور القمة العربية في مايو/ أيار العام الماضي، التقى عقبها بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
والزيارة الثانية كانت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لحضور القمة العربية الطارئة بخصوص الحرب الإسرائيلية على غزة.
كما افتتح نظام الأسد سفارته في الرياض، الشهر الماضي، وعين أيمن سوسان سفيراً له.
وسبق أن أعلنت الرياض نيتها إعادة تفعيل أعمال بعثتها الدبلوماسية في دمشق، واتخذت خطوات متسارعة خلال الفترة الأخيرة.
وكانت العلاقات بين نظام الأسد والسعودية مرت بعدة مراحل، خلال السنوات الماضية.
محطات في علاقة السعودية ونظام الأسد.. ما الذي تغيّر؟
وأعلنت السعودية إنهاء علاقاتها الدبلوماسية مع النظام وإغلاق سفاراتها بدمشق، في مارس/ آذار 2012، وسحب كافة الدبلوماسيين والعاملين فيها، في أعقاب الثورة السورية وعمليات القمع التي نفذها النظام ضد الشعب السوري.
كما دعمت الرياض المعارضة السورية عسكرياً، ورافق ذلك تهديدات مباشرة من قبل وزير الخارجية السعودي السابق، عادل الجبير، بإسقاط الأسد عسكرياً في حال لم يقبل بالحل السياسي.
ولم يقتصر الدعم السعودي عسكرياً فحسب، بل عملت الرياض على دعم المعارضة السياسية من خلال عقد اجتماعات على أراضيها، وخاصة مؤتمر “الرياض” 2015.
لكن مع وصول محمد بن سلمان إلى ولاية العهد عام 2017، بدأت التحولات الجذرية في تعاطي الرياض مع الملف السوري واتخاذ منحى جديداً، فأوقفت الدعم العسكري، وأخبرت المعارضة السورية أن الأسد “باقٍ”، وهو ما أكده رئيس النظام، بشار الأسد.